هذا الفيديو لدونالد ترامب وهو يعترف باستقلال منطقة القبائل مركّب

يبدو في الفيديو الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو يقول "كنت أتمنى أن نكون أوّل دولة تعترف بجمهوريّة القبائل، هولندا اعترفت بها قبل ساعات والآن أنا أعلن أن الولايات المتحدة هي ثاني دولة تعترف بها".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر 2025 عن موقع فيسبوك

وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت في الأيام الماضية أخباراً عن اعتراف هولندا باستقلال منطقة القبائل، لكن هذه المعلومات لم تتناقلها وسائل إعلاميّة رسميّة أو مواقع ذات صدقيّة.

ويأتي تداول هذا الفيديو للرئيس الأميركي بالتزامن مع إعلان زعيم حركة تقرير المصير في منطقة القبائل ورئيس حكومة القبائل في المنفى فرحات مهني من العاصمة الفرنسيّة استقلال منطقة القبائل عن الجزائر. 

وقرأ مهني نصّ الإعلان عن الاستقلال قائلاً إن منطقة القبائل باتت "بموجب دستورها جمهوريّة فدراليّة ديموقراطيّة وعلمانيّة" وإن شعب منطقة القبائل "يستعيد اعتباراً من هذا اليوم كامل سيادته على أرضه" وإن "الجزائر باتت سلطة أجنبيّة على المنطقة وشعبها".

ونقلت كلمة مهني كاملة مباشرة عبر الحساب الرسمي للحركة عبر فيسبوك ونشرتها الوكالة الرسميّة للقبائل "سيويل" عبر موقعها إلى جانب المراجع المعتمدة في إعلان هذا الاستقلال. ( أرشيف 1، 2)

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2025 عن موقع فيسبوك

وحركة تقرير مصير القبائل (ماك) هي حركة انفصالية تأسست  في أعقاب "الربيع الأسود" عام 2001، وهي تتخذ مقراً في باريس.

وتصنّف الجزائر هذه الحركة  تنظيماً "إرهابيا"وتحظر نشاطها تماما على أراضيها، وتتهمها بأنها "حركة انفصالية" وعنصرية ضد العرب.

فيديو مركّب

أما الفيديو المتداول على أنّه للرئيس الأميركي وهو يعترف باستقلال منطقة القبائل فهو مركّب.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يرشد إلى نسخته الأصليّة منشورة في 17 أيلول/سبتمبر 2020 عبر قناة تابعة للبيت الأبيض عبر يوتيوب. (أرشيف)

وآنذاك كان ترامب يتحدّث عن الفترة الزمنيّة القصوى التي طوّر فيها لقاح فيروس كوفيد، ولم يأت على ذكر منطقة القبائل أو الجزائر في خطابه.

منطقة القبائل - محطات تاريخيّة 

ومنطقة القبائل هي منطقة جبال وغابات تمتد شرق الجزائر العاصمة، من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى الهضاب العليا في سطيف، وهي موطن لأكبر عدد من الأمازيغ في الجزائر.

الربيع الأسود

في 18 نيسان/أبريل 2001، أصيب طالب في المرحلة الثانوية يبلغ من العمر 18 عامًا ويدعى ماسينيسا قرماح بجروح خطيرة جراء إطلاق دركي النار عليه بالقرب من تيزي وزو، شرق الجزائر العاصمة. وكان قرماح أوقف بعد مشاجرة عادية بين الشباب والدرك.

وتوفي بعد يومين، بالتزامن مع ذكرى "الربيع الأمازيغي" في 20 نيسان/أبريل 1980، عندما قامت السلطات بقمع المظاهرات المؤيدة للأمازيغية، فاندلعت أعمال شغب أشعلت المنطقة.

وأعطت أعمال الشغب، التي أسفرت عن 126 قتيلاً وآلاف الجرحى، بُعدًا سياسيًا واجتماعيًا لقضية الهوية الأمازيغية بجوهرها الثقافي منذ عام 1980.

الأمازيغية لغة رسمية

في 8 نيسان/أبريل 2002، اعترف البرلمان الجزائري بالأمازيغية كلغة وطنية ثانية إلى جانب اللغة العربية، تتويجًا لنضال استمر قرابة 40 عامًا في منطقة القبائل.

في 7 شباط/فبراير 2016، صادق البرلمان بأغلبية ساحقة على مراجعة جديدة للدستور نصت على أن الأمازيغية هي الآن "لغة رسمية" بينما اللغة العربية "هي اللغة الوطنية والرسمية" و "تظل اللغة الرسمية للدولة".

رأس السنة الأمازيغية

في 12 كانون الثاني/ يناير 2018، احتفلت الجزائر بـ "ينّاير"، رأس السنة الأمازيغة الجديدة، التي أُعلنت يوم عطلة نهاية عام 2017، لأول مرة في بلد في شمال إفريقيا موطن الأمازيغ، وأضيفت إلى قائمة الأعياد الوطنيّة. 

ولغاية اليوم تعتبر السلطات الجزائريّة "حركة تقرير مصير منطقة القبائل" منظّمة إرهابيّة.