هذا الفيديو لا يوثق اعتراض إسرائيل لإحدى سفن "أسطول الصمود" بل لسفينة تابعة لأسطول الحريّة قبل أشهر

أعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجهاً إلى قطاع غزة أن إسرائيل اعترضت الجمعة آخر سفنه، بعدما أثارت اعتراضات السفن الأخرى موجة احتجاجات في أنحاء العالم. في هذا السياق تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يوثق اقتحام القوات الإسرائيلية لسفينة تابعة للأسطول. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لسفينة "حنظلة" التابعة لأسطول الحرية التي اعترضها الجيش الإسرائيلي أثناء إبحارها إلى غزة وعلى متنها مساعدات إنسانية في تموز/يوليو الماضي.

يظهر الفيديو عسكريين يقتحمون ما يبدو أنّها سفينة. وجاء في التعليق المرافق "كاميرا المراقبة تكشف الاعتداء على أسطول الصمود". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2025 من فيسبوك

يأتي انتشار الفيديو في وقت أعلن منظمو "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متجهاً إلى قطاع غزة أن إسرائيل اعترضت الجمعة آخر سفنه، بعدما أثارت اعتراضات السفن الأخرى موجة احتجاجات في أنحاء العالم.

وكان "أسطول الصمود العالمي" انطلق مطلع أيلول/سبتمبر من إسبانيا مع حوالى 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة مثل السويدية غريتا تونبرغ، وبينهم سياسيون ولا سيما النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، وتحمل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيل مطبق، حيث تقول الأمم المتحدة إن المجاعة تتفشى.

وبدأت البحرية الإسرائيلية اعتراض السفن الأربعاء، وأفاد مسؤول إسرائيلي في اليوم التالي عن توقيف أكثر من 400 ناشط كانوا على متن السفن التي اعتُرضت.

وقالت إسرائيل إنها ستُرحّل الناشطين إلى أوروبا، مضيفة أن أياً من السفن لم تتمكن من كسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

وأفاد المنظمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه "تم اعتراض مارينيت، آخر سفينة متبقية من أسطول الصمود العالمي، في الساعة 10,29 بالتوقيت المحلي (7,29 ت غ) على مسافة حوالى 42,5 ميلا بحريا من غزة".

وأضاف البيان أنه بالإجمال خلال اليومين الأخيرين "اعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي البحرية بصورة غير قانونية سفننا الـ42 التي كانت كل منها تنقل مساعدات إنسانية ومتطوعين...|".

وجاء اعتراض آخر سفينة، ما أنهى مهمة الأسطول، بعد ساعات من تنظيم متظاهرين حول العالم مسيرات أدانوا فيها التحرك الإسرائيلي.

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بأسطول الصمود العالمي. 

فسرعان ما تعرّف إليه صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، إذ يعود للحظة اعتقال ناشطين على متن "سفينة حنظلة" التي كانت في طريقها لمحاولة كسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة وإدخال مساعدات قبل أشهر. (أرشيف 1-2-3-4)

وآنذاك وصلت هذه السفينة التابعة لتحالف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين إلى إسرائيل في 27  تموز/يوليو 2025 بعد أن اعترضها الجيش الإسرائيلي أثناء إبحارها إلى غزة وعلى متنها مساعدات إنسانية.

وسبق أن اعترضت القوات الإسرائيلية ليل 8 إلى 9 حزيران/يونيو السفينة الشراعية "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، وعلى متنها 12 ناشطاً من فرنسا وألمانيا والبرازيل وتركيا والسويد وإسبانيا وهولندا، على بعد حوالى 185 كيلومتراً غرب سواحل غزة. وتم ترحيلهم بعد احتجاز بعضهم لأيام.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا