هذا الفيديو مصوّر في صربيا ولا شأن له بتظاهرة اليمين المتطرّف الأخيرة في بريطانيا

شارك ما يصل إلى 150 ألف شخص في تظاهرة لليمين المتطرف في لندن دعا إليها الناشط البريطاني تومي روبنسون وشهدت صدامات مع الشرطة في 13 أيلول/سبتمبر. في هذا السياق انتشرت مقاطع مضللة قيل إنها لهذه التظاهرة على غرار هذا المقطع الذي يصوّر حالة فوضى عارمة في الشارع. إلا أنّ المقطع المتداول لا شأن له ببريطانيا وهو مصوّر في صربيا قبل نحو شهر.

يصوّر الفيديو اشتباكات ليليّة في شارع وسط حالة من الفوضى. وعلّق مشاركو الفيديو بالقول "خرجت الأمور عن السيطرة تماماً وتحوّلت مدينة برايتون إلى حرب شوارع بين اليمين المسيحي وبين المسلمين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 أيلول/سبتمبر 2025 على موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا الفيديو بعد أن شهدت بريطانيا تظاهرة لليمين المتطرف يوم السبت 13 أيلول/سبتمبر 2025 شارك فيها نحو 150 ألف شخص تلبية لدعوة الناشط البريطاني تومي روبنسون وشهدت صدامات مع الشرطة التي اعتقلت 25 شخصاً.

وأعلنت الشرطة أن 26 شرطيا أصيبوا بجروح، بينهم أربعة في حالة خطرة، بعد أن واجهوا "عنفاً غير مقبول" أثناء محاولتهم السيطرة على الحشود.

وقالت شرطة العاصمة لندن التي قدرت عدد المشاركين بين 110 آلاف و150 ألف شخص، أي بما "يتجاوز بشكل كبير" تقديرات المنظمين، إن الاشتباكات اندلعت بعد أن حاول بعض المتظاهرين دخول مناطق تشهد تظاهرات مضادة.

وشارك نحو 5 آلاف شخص في مسيرة "مناهضة العنصرية" التي انطلقت من على بعد ميل تقريباً شمالًا، حيث نُشر نحو ألف شرطي للفصل بين المجموعتين.

وقال مساعد مفوض الشرطة مات تويست "ليس هناك شك في أن كثيرين جاؤوا لممارسة حقهم المشروع في الاحتجاج، ولكن كان هناك كثيرون جاؤوا عازمين على ارتكاب أعمال عنف".

أضاف "لقد واجهوا عناصر شرطة وانخرطوا في إساءات جسدية ولفظية وبذلوا جهوداً حثيثة لاختراق الحواجز التي وضعت للحفاظ على سلامة الجميع". 

وأشار تويست أن الاعتقالات جرت بتهم إثارة الشغب والاعتداء وجرائم أخرى.

فيديو من صربيا

إلا أنّ الفيديو لا شأن له بكلّ ذلك. 

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّه منشور قبل نحو شهر، في 14 آب/أغسطس المنصرم، على صفحات عدّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما ينفي أن يكون مصوّراً خلال التظاهرة الأخيرة في بريطانيا. (أرشيف 1، 2، 3، 4)

وقيل في التعليقات المرافقة إنّ الفيديو مصوّر في صربيا وحُدّد المكان في مدينة نوفي ساد شمال البلاد.

ويومذاك شهدت مدنٌ صربيّة احتجاجات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف المتظاهرين وتخلّلتها في مدينة نوفي ساد في شمال البلاد صدامات بين المحتجين وموالين للحزب الحاكم.

وتهزّ احتجاجات مناهضة للفساد صربيا منذ انهار سقف محطة للسكك الحديد في نوفي ساد في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا، في حادث يعزوه كثر إلى الفساد المستشري في البلاد.

وفي هذه المدينة الواقعة في شمال البلاد وقعت في 14 آب/أغسطس صدامات بين متظاهرين مناهضين للحكومة وآخرين من أنصار الحزب الحاكم، تراشق خلالها الطرفان بالأسهم النارية وبمقذوفات أخرى مما استدعى تدخل الشرطة للفصل بينهم.

وبالاستعانة بخدمة خرائط ياندكس بعد الاعتماد على عناصر في الفيديو ومشاهد من مقاطع أخرى بثّتها مواقع عدّة، أمكن تحديد مكان تصوير الفيديو المتداول في شارع سترازيلوفسكا في نوفي ساد.

Image
مقارنة بين صور ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل وصور ملتقطة من الشاشة من موقع ياندكس مابس مع إضافة مربعات بالألوان على العناصر المتشابهة.
Image
مقارنة بين صور ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل وصور ملتقطة من الشاشة من موقع ياندكس مابس مع إضافة مربعات بالألوان على العناصر المتشابهة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا