هذا الفيديو لا يُظهر الرئيس السوري الانتقالي بين المقاتلين في السويداء قبل أيام بل هو منشور قبل أكثر من سنة

يظهر في الفيديو أحمد الشرع مُحاطاً بعدد من الرجال من بينهم من يبدو أنّهم مقاتلون، في خيمة.

وجاء في التعليقات المرافقة "أحمد الشرع يتوسّط أنصاره على تخوم السويداء".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 21 تموز/يوليو 2025 من موقع فيسبوك

يأتي ظهور هذا المنشور في ظلّ أعمال العنف الدامية التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا، حيث تعيش غالبية من الطائفة الدرزيّة.

واندلعت الاشتباكات في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو السنّة على خلفية خطف تاجر درزي. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية تدخّلها لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.

وتخلل انتشار عناصرها في السويداء إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين وانتهاكات ونهب ممتلكات، وفق المرصد وشهادات سكان ومقاطع فيديو التقطها المرتكبون أنفسهم.

وسرعان ما تفاقم الوضع مع شنّ اسرائيل التي تعهدت مراراً بحماية الدروز، ضربات طالت مقار رسمية في دمشق وأهدافاً عسكرية في السويداء، مطالبة دمشق بسحب قواتها. وسبق للدولة العبرية أن حذّرت السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، من أنها لن تسمح بوجود قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل أجزاء واسعة منها منذ 1967.

وإثر ضغوط أميركية وإسرائيلية، سحب الشرع قواته الخميس، قبل أن تحشد العشائر السنية من مناطق عدة مقاتليها المحسوبين على السلطة، إلى جانب البدو، وتتجدد الاشتباكات في السويداء حتى السبت.

وليل الجمعة السبت، أعلن المبعوث الأميركي إلى دمشق توم برّاك أن الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتفقا على وقف لإطلاق النار بين البلدين، بدعم من الأردن وتركيا.

ومهّد ذلك لإعلان الشرع وقفاً لإطلاق النار، تزامناً مع بدء نشر السلطات  قوات الأمن الداخلي في المحافظة "لوقف الفوضى وحماية المدنيين".

في هذا السياق، نُشر الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر "الشرع بين أنصاره في السويداء".

حقيقة الفيديو

لكن هذا الفيديو قديم. 

فأحد المستخدمين ترك تعليقاً أشار فيه إلى أنّ الفيديومصوّر في إدلب،" في قرية تُدعى طعوم، قبل سنتين في خيمة أبو عبدو طعوم".

على ضوء ذلك أرشد البحث بكلمات مفتاحيّة إلى فيديوهات مشابهة نُشرت في شباط/فبراير من العام 2024، ما ينفي ما قيل عنه على مواقع التواصل. (أرشيف 1 -2).

وأمكن العثور على العديد من الفيديوهات والصور المشابهة، نُشرت على مواقع التواصل في ذلك الحين، ويمكن ملاحظة تطابق العناصر بين هذه الفيديوهات والفيديو المتداول حديثاً، ولا سيّما لناحية وجود الرجل نفسه إلى جانب الشرع وعدد من الحاضرين إضافة إلى التطابق في الملابس. (أرشيف).

ووفقاً للناشرين، ومن بينهم صفحة عشيرة آل سحاري على يوتيوب، كان الشرع، المعروف آنذاك باسم أبو محمد الجولاني، في زيارة لمضافة هذه العشيرة، بعد إطلاق سراح أحد أبنائها الذي كان محتجزاً في سجون هيئة تحرير الشام حينها.