هذا الفيديو لا يصوّر استهداف سفينة "ماجيك سيز" في البحر الأحمر بل السفينة البريطانية "مارلين لواندا" قبل أكثر من عام

بالتزامن مع إعلان المتمرّدين الحوثيين في اليمن الاثنين استهداف سفينة تجاريّة تحمل اسم "ماجيك سيز" قبالة سواحل اليمن، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه للسفينة وهي تشتعل. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو يصوّر في الحقيقة نيراناً مشتعلة في السفينة النفطية البريطانية "مارلين لواندا" بعد استهدافها من قبل المتمرّدين الحوثيين في خليج عدن قبل أكثر من عام.

تبدو في الفيديو نيران مشتعلة على متن سفينة وسط البحر. وقيل في التعليقات المرافقة إن الصورة تعود لسفينة "ماجيك سيز" بعد استهدافها من قبل الحوثيين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تموز/يوليو 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان الحوثيين الاثنين تنفيذ هجوم على السفينة التجارية "ماجيك سيز" في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن، بعدما أفادت هيئتان بحريتان الأحد عن الواقعة التي أجبرت الطاقم على الإخلاء بسبب الأضرار.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان نُشر على تلغرام إنه تمّ استهداف "سفينة ماجيك سيز التابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ بالستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة".

ويُعد هذا أول هجوم للمتمردين اليمنيين المدعومين من إيران على سفينة للشحن التجاري في الممر البحري الحيوي هذا العام، في حين يسري وقف لإطلاق النار مع الولايات المتحدة أعلن عنه في أيار/مايو بوساطة عُمانية وأنهى أسابيع من الضربات الأميركية المكثفة على اليمن.

ورغم الهدنة مع الأميركيين، أكّد الحوثيون في أيار/مايو أن السفن الإسرائيلية ستبقى "عرضة للاستهداف" في الممرات المائية قبالة اليمن، بما فيها البحر الأحمر وخليج عدن.

وأكّد سريع إصابة سفينة "ماجيك سيز" بشكل مباشر وتسرب المياه إليها، وأنها معرضة للغرق، مضيفاً أنه تم السماح للطاقم بمغادرتها.

وأفادت هيئتان بحريتان الأحد بتعرّض السفينة التجارية لهجوم مسلّح بقذائف صاروخية وأسلحة خفيفة، ما أجبر الطاقم على إخلائها.

وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن أفراد الطاقم أُنقذوا لاحقاً بواسطة سفينة تجارية عابرة، وإن جميعهم بخير.

ترفع سفينة "ماجيك سيز" علم ليبيريا وهي مملوكة لشركة يونانية، وفق موقع تعقّب السفن المتخصص "مارين ترافيك"، الذي أوضح أنها كانت في طريقها من الصين إلى قناة السويس.

حقيقة الصورة

لكنّ الفيديو المتداول ليس لهذه السفينة.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنّه منشور في كانون الثاني/يناير 2024 عبر موقع رسمي أميركيّ يعنى بتوزيع كل المواد البصريّة المرتبطة بالشؤون العسكريّة (أرشيف).

وجاء في التعليق المرافق للفيديو أنّه يصوّر استهداف السفينة النفطيّة البريطانيّة مارلين لواندا في خليج عدن من قبل المتمردين الحوثيين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تموز/يوليو 2025 عن موقع dvids الأميركي

وفي 27 كانون الثاني/يناير 2024، أعلن الحوثيّون  استهداف سفينة نفطيّة بريطانيّة في خليج عدن، في إطار الردّ على الضربات الأميركيّة والبريطانيّة على مواقع تابعة لهم ودعماً لقطاع غزة الذي يشهد حرباً مدمرة بين إسرائيل وحركة حماس.

وأكّد المتحدّث العسكري باسم الحوثيّين العميد يحيى سريع في بيان مقتضب "استهداف السفينة النفطيّة البريطانيّة مارلين لواندا في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحريّة المناسبة"، مشيراً إلى أنّ الإصابة كانت "مباشرة ما أدّى إلى احتراقها".

وآنذاك، قالت مجموعة "ترافيغورا" التي تدير سفينة "مارلين لواندا" إنه لم يتم الإبلاغ عن سقوط أي ضحايا.

وذكرت البحرية الهندية أن 22 هندياً وبنغلادشياً واحداً كانوا على متن مارلين لواندا.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا