هذا الفيديو الذي يُظهر صورة لبشار الأسد في بيت عائلة في الساحل السوري قديم

عقب أعمال العنف المروّعة التي وقعت في الساحل السوري بحقّ مئات المدنيين وغالبيتهم الساحقة من الطائفة العلويّة، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنّها تظهر عائلة هناك ما زالت تحتفظ على جدران منزلها بصورة للرئيس المخلوع بشّار الأسد رغم سقوط حُكمه قبل أشهر، للإيحاء بأن كلّ العلويين بما فيهم المدنيون هم من "فلول النظام". لكن هذه الصورة ليست جديدة بل مقتطعة من فيديو مصوّر قبل نحو عام.

تظهر في الصورة شابّة يبدها ميكروفون مع امرأة على باب بيتها، وتبدو في داخل البيت صورة لبشّار الأسد معلّقة على الجدار.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة ملتقطة في الأيام الماضية في إحدى قرى الساحل السوري.

وأضافت بعض التعليقات عبارات تُعمّم صفة "الفلول" على أبناء الطائفة العلويّة التي ينتمي لها بشار الأسد، والتي يتركّز وجودها في مدن الساحل والجبال المطلّة عليه، في ما يبدو تبريراً أو تقليلاً من هول ما جرى بحقّ المدنيين منهم هناك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 آذار/مارس 2025 من موقع فيسبوك

ويأتي نشر الصورة بهذا السياق عقب أعمال العنف التي شهدتها منطقة الساحل اعتباراً من السادس من آذار/مارس إذ تحوّلت قرى ومدن الساحل السوري على مدى أيام مسرحاً لإعدامات جماعية وأعمال عنف مروّعة طالت مدنيين غالبيتهم الساحقة من الطائفة العلوية، وذلك بعد هجمات دامية نفّذها مؤيدون للرئيس المخلوع بشار الأسد ضدّ قوات الأمن.

ولم تقدّم السلطات أي حصيلة رسمية لعدد القتلى. في المقابل، أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى "مئات القتلى"، بينهم عائلات بأكملها، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 1383 مدنياً غالبيتهم الساحقة من العلويين.

وتتركّز الأقلية العلوية في الساحل السوري وتتحدّر منها عائلة الأسد التي حكمت البلاد بقبضة من حديد على مدى عقود وقمعت انتفاضة شعبية انطلقت في العام 2011، وتحوّلت بعد ذلك إلى نزاع دام أودى بحياة مئات الآلاف.

ويشكل العلويون نحو تسعة في المئة من سكان سوريا ذات الغالبية السنية. وشغلوا مناصب ومسؤوليات خلال حكم عائلة الأسد لأكثر من خمسة عقود، في المؤسسات العسكرية والأمنية التي لطالما اعتمدت الاعتقال والتعذيب لقمع أي معارضة.

وضجّت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا في الأيام الماضية بنقاش حادّ بين من يعتبرون عموم العلويين مؤيّدين للحُكم السابق، ومن يرفضون هذا التعميم، علماً أن الدائرة الموالية للحُكم السابق كانت تضمّ ضباطاً ورجال دين وتجاراً من الغالبية السنيّة أيضاً، ومن طوائف أخرى.

في هذا السياق، جرى التداول بهذه الصورة.

صورة قديمة

إلا أنها قديمة، وليست مصوّرة في الأيام الماضية مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.

فالتفتيش عنها على محرّكات البحث أظهر أنها مقتطعة من فيديو منشور في آذار/مارس من العام 2024، ما ينفي أن تكون حديثة.

Image
صورة ملتقطة من موقع يوتيوب

ونُشر الفيديو على قناة على يوتيوب تحمل اسم "مع دعاء"، وهي تتضمّن مقاطع فيديو لبرنامج يُصوّر غالباً في الشارع، ويتضمّن مقابلات مع السكّان وتوزيع مساعدات. (أرشيف).

وبُثت هذه الحلقة في 27 آذار/مارس 2024، وهي مسجّلة في طرطوس في الساحل السوري، قبل نحو تسعة أشهر على سقوط حُكم بشار الأسد. وفي ذلك الحين كانت صوره منتشرة في الشوارع والمباني الحكومية والخاصّة على نطاق واسع في مناطق سيطرته.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا