هذا الفيديو لا يصوّر لصوصاً ينهبون منزلاً في لوس أنجليس بل أصحاب منزل ينقذون ممتلكاتهم مع اقتراب الحرائق
- تاريخ النشر 16 يناير 2025 الساعة 15:14
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 5 دقيقة
- إعداد: Bill MCCARTHY, أف ب الولايات المتحدة, خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يصوّر الفيديو مجموعة من الرجال وهم يقومون بإخراج بعض الأثاث والأغراض من منزل بعضها موضوع في أكياس.
وعلّق الناشرون بالقول "اللصوص استغلّوا حرائق لوس أنجليس وقاموا بعمليات سلب ونهب للممتلكات…".
حصد مقطع الفيديو تفاعلات واسعة وملايين المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بينما يواصل عناصر الإطفاء في لوس أنجليس مكافحة حرائق الغابات الهائلة المستعرة والتي أودت بحياة 25 شخصاً على الأقل فيما حذّر خبراء من اشتداد الرياح الموسميّة التي قد تؤدي إلى تأجيج النيران.
وتجتاح الحرائق ثاني كبرى مدن الولايات المتحدة منذ الثلاثاء من الأسبوع الماضي حيث تحوّلت تجمّعات سكنية بأكملها إلى مجرّد ركام محترق ما أدّى إلى تشريد الآلاف.
وأرغمت الحرائق عشرات الآلاف على مغادرة بيوتهم.
إلا أنّ الفيديو الذي زُعم أنّه يصوّر عمليات نهب مضلّل.
مصوّر الفيديو يؤكّد أن أصحاب المنزل كانوا ينقلون أغراضهم
بعد انتشار الفيديو على نطاق واسع وفي مناطق ولغات عدّة، قام مستخدمون بالإشارة إلى أنّه يصوّر أصحاب منزل وهم ينقلون ممتلكاتهم تخوّفاً من وصول الحرائق إليه.
وقام فريق France 24 بإعداد تقرير يظهر أنّ صاحب الفيديو الأصلي هو المصوّر جايمي لي تايت الذي يعيش في لوس انجليس. (أرشيف 1 2)
على ضوء ذلك، تواصل صحافيو فرانس برس مع المصوّر الذي قال في رسالة إلكترونيّة أرسلها في 15 كانون الثاني/يناير إنه صوّر الفيديو في الثامن من كانون الثاني/ يناير في ألتادينا، وإن من يظهر فيه ليسوا سارقين بل هم أشخاص "كانوا ينقلون الأغراض، بعيداً عن النيران".
بحث عكسي
أما البحث العكسي عن مشاهد من الفيديو، فيرشد إلى مقابلة أجراها مراسل KTLA 5 تشيب يوست من أمام المنزل خلال تغطية القناة للحرائق في الثامن من كانون الثاني/ يناير. (أرشيف)
وبمراقبة الختم الزمني الظاهر على تغطية القناة يمكن ملاحظة أنّ المقابلة جرت بعد نحو 30 دقيقة من تصوير الفيديو المتداول.
وخلال التقرير الذي بثّته قناة KTLA 5 قال المراسل تشيب يوست إنّه موجود لناحية ألتادينا على حدود مدينة باسادينا وأضاف أنّ "الناس الذين يعيشون هنا وأصدقاءهم أخلوا هذا المنزل من مجموعة من أغراضهم".
وتحدّث يوست خلال المقابلة أيضاً مع امرأة قالت إنها تدعى تياندرا، قالت إنها تعيش في المنزل مع أبنائها الثلاثة وإنّ عائلتها وأصدقاءهم "أخرجوا ما يمكن إخراجه".
ويبدو في المقابلة الرجلان الظاهران في المقاطع المتداولة. أمّا المنزل فيحمل الرقم 161.
وتمكّن صحافيو فرانس برس من تحديد الموقع الجغرافي للمنزل بالاعتماد على معلومات التقرير.(أرشيف)
أما البحث باستخدام كلمات مفتاحيّة فيشير إلى أنّ السيدة التي تعيش هناك والتي قابلها يوست هي تياندرا بيتس.
كما يرشد التعمّق بالبحث إلى موقع لجمع التبرعات لعائلة بيتس وإلى حسابات بيتس على مواقع التواصل الاجتماعي (أرشيف)
إثر ذلك، تواصل صحافيو فرانس برس مع بيتس عبر إنستغرام وقالت في 14 كانون الثاني /يناير إنها تعتقد بالفعل أن منزلها سُرق بعد أن وصلت الحرائق إليه. وأضافت أن بابها كان مخلوعاً وثيابها وأحذيتها ومجوهراتها مسروقة.
لكنها أكّدت لفرانس برس أن من يظهرون في الفيديو هم أقاربها وابنها. وعلّقت "كلّهم أفراد عائلتي وأصدقائي… هذا جهاز التلفزيون لي وبعض ثياب أبنائي… كنت محقة عندما رجوتهم أن يخرجوا أغراضاً، وصادف تصوير التقرير التلفزيوني عندما كانوا يقومون بذلك"...
وختمت بيتس بالقول إنها "غاضبة" لأن الأشخاص "يروجون لأخبار زائفة" بينما تحاول التأقلم مع المصيبة التي أدت إلى إبعادها عن وظيفتها في باسادينا. كما أنّ منزلها لم يعد قابلاً للسكن وقد استأجرت موقتاً مكاناً للعيش بينما تبحث عن مكان للسكن لها ولكلابها.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا