هذا الفيديو لا يٌظهر طفلا سورياً وُلد في سجن صيدنايا بعد تحريره

تزامناً مع إطلاق الفصائل المسلحة في سوريا سراح آلاف المعتقلين خلال تقدمها في دمشق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه لطفلٍ سوري ولد في سجن صيدنايا. إلا أن الادعاء خطأ والفيديو يصوّر طفلاً سورياً خلال احتفالات في حلب بعد سقوط حُكم بشار الأسد.

يظهر في الفيديو طفل في الشارع  يضع على كتفيه علم الثورة السوريّة ومحاطاً بمجموعة من الشباب وهم يصوّرونه.

وعلّق الناشرون بالقول "طفل سوريّ يخرج من سجن صيدنايا بعدما ولدته أمّه فيه".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع فيسبوك

سجن صيدنايا السيئ الصيت

ويشكل سجن صيدنايا الواقع شمال العاصمة السوريّة وصمة في تاريخ عائلة الأسد التي حكمت سوريا بالحديد والنار، وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وشهدت قاعات سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا وكان مخصصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسري، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.

وسارعت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام فور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوما مكّنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، إلى فتح السجون وبينها سجن صيدنايا.

وانتشرت في كل أنحاء العالم صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً ولكن منهكين وهزيلين وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف.

وانتشرت مشاهد يظهر فيها ايضاً أطفال في السجن.

حقيقة الفيديو

لكن الطفل الظاهر في الفيديو المتداول لم يكن في سجن صيدنايا.

فالبحث عن مشاهد من الفيديو يرشد إليه منشوراً على حساب شخص في تيك توك في العاشر من الشهر الجاري دون أي تفاصيل (أرشيف).

وسأل مستخدمون في التعليقات عن ما إذا كان الطفل قد أطلق سراحه من سجن صيدنايا ليردّ بالنفي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع تيك توك

وبعد انتشاره على نطاق واسع بشكل مضلّل، أعاد صاحب الحساب نشر الفيديو موضحاً أنه هو من صوّر الطفل ولم يكن خارجاً من السجن (أرشيف).

وفي حديث مع وكالة فرانس برس، نفى صاحب الحساب أن يكون الطفل الظاهر في الفيديو قد وُلد في سجن صيدنايا في دمشق.

وقال صاحب الحساب " صوّرت هذا الطفل خلال احتفالات بسقوط نظام بشار الأسد في ريف حلب (شمال) لكن هناك من سرق الفيديو وادعى كذباً أنه لطفل محرّر من سجن صيدنايا" الواقع قرب العاصمة.

وبالفعل يمكن تحديد مكان التقاط الفيديو المتداول في حلب من خلال مطعم العلايا الذي ظهر فيه على خرائط جوجل.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا