هذا الفيديو مصوّر في مسجد الفاتح في اسطنبول وليس في الجامع الأموي في دمشق

احتفل آلاف السوريين في مناطق مختلفة من البلاد وخارجها الأحد بسقوط الرئيس بشار الأسد، بعد هجوم خاطف لفصائل المعارضة المسلحة التي دخلت دمشق. وغرقت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع الفيديو التي وثّقت احتفالات سوريين في الشوارع. إلا أنّ مقاطع قديمة أو مضلّلة تسللت بين هذه الفيديوهات من بينها مقطع فيديو قيل إنّه لتكبيرات صدحت في الجامع الأموي في دمشق. إلا أنّ الادعاء مضلّل، فالفيديو مصوّر في تركيا من داخل مسجد الفاتح في اسطنبول. 

يصوّر الفيديو حشداً من الناس داخل مسجد وهم يهتفون "الله أكبر". وعلّق ناشروه بالقول "المسجد الأموي عاد أموياً".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 كانون الأول/ديسمبر 2024 عن موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذا المقطع بينما كان آلاف السوريين يحتفلون في مناطق مختلفة من البلاد وخارجها الأحد بسقوط الرئيس بشار الأسد، بعد هجوم خاطف لفصائل المعارضة المسلحة التي دخلت دمشق، لتطوى صفحة هيمنة عائلة الأسد مدة نصف قرن على البلاد التي تدخل الآن في مرحلة عدم يقين.

احتفالات بسقوط الأسد

وفي وسط العاصمة دمشق التي أعلنتها الفصائل المعارضة "حرة"، أسقط عشرات الأشخاص تمثال للرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد بشار الأسد، والذي حكم البلاد من العام 1971 إلى حين وفاته في العام 2000 بقبضة حديد.

وفي ساحة الأمويين في دمشق، اختلط إطلاق النار ابتهاجا بالزغاريد والتبريكات، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس.

وزار قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الجامع الأموي في دمشق الأحد، حيث أشاد بالنصر "التاريخي"، بعد ساعات من إعلان الفصائل المعارضة بقيادة الهيئة إسقاط الرئيس بشار الأسد عقب دخول قواتها العاصمة السورية.

وفي مقطع فيديو نشرته الفصائل عبر تلغرام، قال الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، وهو يلقي كلمة من داخل الجامع الأموي، "هذا النصر يا أخواني تليد للأمة الإسلامية بأكملها، هذا النصر يا أخواني تاريخي للمنطقة".

وأثناء دخوله إلى الجامع الأموي، كان جمع من المحيطين به يهتفون "الله أكبر"، حسبما أظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على الإنترنت.

فيديو من تركيا

أما الفيديو المتداول على أنّه من الجامع الأموي فلم يصوّر في سوريا.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتركيّة في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 مرفقاً بتعليق أنه يصوّر سوريين وأتراك داخل مسجد الفاتح في اسطنبول بعد الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد. (أرشيف 1، 2)

وبالفعل يمكن التثبت من مكان التقاط الفيديو بالاستعانة  خدمة خرائط غوغل:

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من الفيديو المضلّل
Image
صورة من خدمة خرائط غوغل لمقارنة المعالم

 

وكانت مواقع إخبارية تركية عدّة نقلت صوراً ومقاطع فيديو من مسجد الفاتح عبر قنواتها تظهر التكبيرات.(أرشيف 1، 2)

تصحيح خطأ طباعي في العنوان
9 ديسمبر 2024 تصحيح خطأ طباعي في العنوان

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا