هذا الفيديو لا يظهر استهداف حزب الله لجنود إسرائيليين بل منشور قبل سنوات على أنه مصوّر في سوريا

أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مقتل ثمانية من جنوده بعد عبورهم الحدود مع لبنان لاستهداف مواقع لحزب الله. عقب ذلك، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يُظهر قوّة إسرائيليّة تحت نيران الحزب. لكنّ هذا الفيديو منشور سنة 2016 على أنه لاستهداف فصائل سوريّة معارضة مقاتلين داعمين لنظام الرئيس بشار الأسد.

يظهر في الفيديو مجموعة جنود على مقربة مما يبدو أنه جدار حدودي ليحدث انفجار مفاجئ حيث يتواجدون.

وقال الناشرون إن الأشخاص الظاهرين في الفيديو جنود إسرائيليون استهدفتهم "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2024 عن موقع فيسبوك

حزب الله يعلن تصديه لمحاولات تسلل إسرائيلية

نُشر الفيديو بهذا السياق عقب إعلان حزب الله الأربعاء في بيانات متلاحقة تصديه لمحاولات تسلّل إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية وتدميره ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده بعد عبورهم الحدود.

واستمرّ انتشار الفيديو الخميس على مواقع التواصل تزامناً مع إعلان الحزب في بيانات متلاحقة أنّ مقاتليه تصدّوا لمحاولات تسلّل إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية مع قصفه لتجمعات عسكريّة على الحدود داخل الدولة العبرية.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه قتل 15 عنصراً في حزب الله بغارة جوية في جنوب لبنان، داعياً في الوقت نفسه سكان مدينة وأكثر من 20 قرية جنوبيّة إلى إخلائها.  فيما لم يعلن الحزب مقتل أحد من مقاتليه بعد.

وكثّفت الدولة العبرية منذ منتصف أيلول/سبتمبر الماضي ضرباتها ضد حزب الله الذي كان قد فتح جبهة "إسناد" لغزة وحماس في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر من العام السابق. وأعلنت الاثنين أنها بدأت عملية برية في جنوب لبنان لم تسفر عن تقدم ميداني يذكر حتى الآن.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بهذا كلّه.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى النسخة الكاملة منه منشورة في موقع يوتيوب في شهر آب/أغسطس من سنة 2016 ما ينفي أن تكون له صلة بالاشتباكات الدائرة حالياً بين حزب الله والجيش الإسرائيليّ (أرشيف).

ويظهر في هذه النسخة شعار "قتح حلب" وهي "غرفة عمليات" ضمّت فصائل معارضة وأخرى إسلامية، أعلنت سنة 2016 إلى جانب جيش الفتح عن "بدء معركة فكّ الحصار عن حلب".

ونشرالفيديو على صفحات ومواقع سوريّة معارضة، كما نشرتها قناة أورينت، إحدى أبرز وسائل الإعلام السوريّة المعارضة من الخارج، والتي توقفت عن العمل العام الماضي (أرشيف).

وجاء في التفاصيل أن الفيديو مصوّر في سوريا خلال استهداف فصائل سورية معارضة لقوات موالية أو داعمة للنظام السوري في ريف حلب بصاروخين من طراز تاو الأميركي المضاد للدروع.

وآنذاك، دارت معارك في حلب (شمال سوريا) احتشد فيها آلاف المقاتلين، كانت الأكثر عنفاً والأكثر أهمية منذ 2012، العام الذي انقسمت فيه هذه المدينة التاريخية بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة وأحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام.

وخاض "جيش الفتح"، وهو عبارة عن تحالف لفصائل مقاتلة وإسلامية وجهادية، المعارك في مواجهة الجيش السوري والمسلحين الموالين له من قوات الدفاع الوطني بالإضافة الى مقاتلين عراقيين وإيرانيين ومن حزب الله اللبناني.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا