هذه الصورة لا تُظهر "مُنفّذة" الغارة الإسرائيليّة على مقرّ قيادة حزب الله بل ضابط في سلاح الجوّ اللبنانيّ

تبدو في صورة المنشور شابّة بلباس عسكريّ يرتديه الطيارون. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 28 أيلول/سبتمبر 2024 عن موقع إكس

وعلّق مشاركو الصورة بالقول إنّها تُظهر "مُنفّذة" الغارة التي استهدفت المقرّ المركزيّ لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، والتي قالت إسرائيل لاحقاً إنّها قتلت فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

بدأ انتشار هذه الصورة بُعيد الانفجارات التي دوت في ضاحية بيروت الجنوبية وتردّد صداها في أرجاء واسعة من العاصمة ومناطق مجاورة، قبل أن تُعلن إسرائيل استهداف المقرّ المركزيّ لحزب الله.

وتواصل انتشارها السبت مع إعلان إسرائيل مقتل نصر الله في الغارة، فيما قال مصدر مقرّب من الحزب إن الاتصال فُقد بنصر الله منذ مساء الجمعة". 

وبعد ظهر السبت، أكد حزب الله في بيان مقتل أمينه العام حسن نصرالله.

وجاء في البيان "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عاما".

صورة لضابط لبنانيّة

إلا أنّ الصورة المتداولة ليست لمنفّذة الغارة.

فالتفتيش عنها يرشد إليها منشورة على الحساب الرسمي للجيش اللبناني على منصّة إكس  في شباط/فبراير 2023 (أرشيف).

وجاء في التعليق المرافق أنّ الصورة تعود "للتلميذ الضابط جنى صادر من الجيش اللبناني التي تابعت دورة  لمدة سنتين تقريباً في ولاية تكساس الأميركيّة" لتكون أول امرأة في الجيش تبدأ مسيرتها المهنية بطائرة القتال الهجومية سوبر توكانو A-29.

كما نشر سلاح الجو الأميركي عبر صفحة قاعدته الجوية في لافلاند الخبر مشيراً إلى أنّ التلميذ الضابط ستعود إلي ديارها "لتقود طائرة إيه29 سوبر توكانو". (أرشيف)

ونشرت مواقع لبنانيّة وأجنبيّة مقالات عن الضابط اللبنانيّة وعن إنجازها. (أرشيف 1، 2) 

غارات يوم الجمعة

شنّت إسرائيل سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الجمعة، ما أحدث دوياً هائلاً تردد صداه في بيروت ومحيطها، وأثار حالة من الرعب والهلع لدى السكان.

وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد مباشرة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من مواقع عدة في الضاحية الجنوبية.

دمّر الهجوم عشرات المباني ودفع مئات الأشخاص إلى الفرار وخلف ستة قتلى على الأقل، بحسب تقرير صادر عن وزارة الصحة اللبنانية.

وعلى مدى الساعات التالية، عاش سكّان بيروت ومحيطها على وقع سلسلة غارات عنيفة على مناطق في الضاحية الجنوبيّة وسط حركة نزوح ليليّة كثيفة وإنذارات من الجيش الإسرائيليّ بإخلاء عدد من الأحياء السكنيّة. 

وأحدثت الضربات المتتالية حفراً ضخمة يصل قطرها إلى خمسة أمتار في منطقة حارة حريك، وفق ما أفاد مصوّرو وكالة فرانس برس.