هذا الفيديو لا يصوّر احتراق قارب في ميناء حيفا بصواريخ حزب الله بل احتراق قارب في تايوان العام الماضي

تصاعد النزاع القائم بين حزب الله وإسرائيل بشكل ملحوظ في الأيام الماضية، بعد تأكيد الدولة العبرية أنها نقلت "الثقل" العسكري من الجنوب حيث قطاع غزة، إلى الجبهة الشمالية مع لبنان لتأمين عودة سكانها. في هذا السياق، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يصوّر احتراق قارب في ميناء حيفا بصواريخ حزب الله. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بكل هذه التطورات، وهو في الحقيقة ملتقط في تايوان العام الماضي.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنه قارب صيد اندلعت فيه النيران.

وجاء في التعليقات المرافقة "انفجار داخل ميناء حيفا جراء الصواريخ التي أطلقت من لبنان"، في إشارة إلى صواريخ حزب الله.

تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل

يأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة على فيسبوك ومنصة أكس، تزامناً مع تصاعد حدّة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في الأيام الماضية عند الحدود الجنوبية للبنان.

وشنّت إسرائيل ليل الاثنين ضربات جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان بعد قصف واسع النطاق في النهار خلف نحو 500 قتيل، وزاد المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالى عام من اندلاع الحرب في غزة.

وأعلن حزب الله ليل الاثنين إطلاق مزيد من الصواريخ في اتجاه اسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد إطلاق عشرين صاروخاً.

ومساء الاثنين هرع سكان في مدينة حيفا بشمال إسرائيل إلى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار. وبدت شوارع المدينة التي كانت تحلّق فوقها طائرات مقاتلة بصورة منتظمة، مهجورة، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

ميناء في تايوان

إلا أن الادعاء بأن الفيديو التُقط في ميناء حيفا حديثاً غير صحيح.

فقد أرشد التفتيش عنه عبر محركات البحث إليه منشوراً في موقع يوتيوب (أرشيف) منذ أشهر ما ينفي أن يكون مرتبطاً بالتطوّرات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل.

وأوضح ناشرو الفيديو أنه يصوّر احتراق قارب صيد في مرفأ في بلدة بوداي في تايوان في كانون الأول/ديسمبر 2023.

ومن خلال البحث باستخدام كلمات مفاتيح باللغة الصينية عن الموقع المشار إليه في المنشورات، عثر صحافيو خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس على مواقع إخبارية صينية وتايوانية وغيرها نشرت صوراً للحادث من زوايا مختلفة. (أرشيف 1 و2 و3)

وبناء على الصوّر وما فيها من علامات واضحة، تمكن صحافيو فرانس برس من تحديد الموقع الجغرافي للحادث باستخدام موقع غوغل للخرائط.

Image
Image

 

 

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا