هذا الفيديو مصوّر عام 2021 خلال حرب إقليم تيغراي وليس لجنودٍ إثيوبيين أسرهم الجيش المصري في الصومال

تشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا توتراً جديداً بعد إرسال القاهرة معدّات عسكريّة إلى الصومال الذي يخوض نزاعاً مع أديس أبابا. في هذا السياق ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لآلاف الأسرى من الجيش الإثيوبي في قبضة الجيش المصريّ في الصومال. إلا أنّ الفيديو يعود في الحقيقة إلى العام 2021 خلال الحرب بين متمرّدي تيغراي والحكومة الإثيوبيّة. 

يظهر المقطع لقطات لآلاف الأشخاص جالسين على الأرض يتقدّمهم حاملو لافتات. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2024 عن موقع ثريدز

وجاء في التعليق المرافق "الجيش المصري يأسر 37 ألف جندي إثيوبي في الصومال". 

علاقات متوتّرة بين مصر وإثيوبيا 

حظي الفيديو بمئات التفاعلات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي مع تصاعد التوترات في منطقة القرن الإفريقي.

وتشهد العلاقات بين مصر وإثيوبيا منذ سنوات توتراً بسبب سدّ النهضة الضخم الذي أنشأته أديس أبابا على النيل الأزرق.

والشهر الماضي اتهمت إثيوبيا جهات لم تسمّها بالسعي إلى "زعزعة استقرار المنطقة" بعد أن أرسلت مصر معدّات عسكرية إلى الصومال عقب توقيع اتفاق تعاون عسكري بين القاهرة ومقديشو.

وتخوض إثيوبيا نزاعاً مع الصومال المجاور بشأن اتفاق بحري وقعته أديس أبابا مع منطقة أرض الصومال الانفصالية.

كما عرضت مصر نشر قوات في الصومال في إطار بعثة جديدة بقيادة الاتحاد الإفريقي من المقرّر أن تحلّ العام المقبل محلّ قوة حفظ السلام الحالية المعروفة باسم "أتميص" التي تعدّ إثيوبيا حالياً مساهماً رئيسياً فيها والتي تساعد مقديشو في حربها مع حركة الشباب الجهاديّة. 

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

إذ يرشد التفتيش عن لقطات منه إليه منشوراً في مواقع إخباريّة عدّة عام 2021 (أرشيف 2,1).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2024 عن موقع Euronews

وجاء في الأخبار المرافقة للفيديو أنّ المتحدث باسم جبهة تحرير تيغراي الشعبية نشره في حسابه على موقع أكس. 

وبالفعل يمكن العثور على الفيديو منشوراً (أرشيف) في حساب رضا غيتاتشو بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وجاء في التعليق المرافق له أنّه "لأسرى من جنود الحكومة الإثيوبية يعبّرون عن دعمهم للمتمردين في تيغراي". 

وشهدت منطقة تيغراي شمال إثيوبيا بين عامي 2020 و2022 حرباً بين السلطات الفدرالية ومتمرّدي جبهة تحرير تيغراي الشعبية.

وقتل حوالى 600 ألف شخص بحسب تقديرات الاتحاد الإفريقي خلال النزاع الذي شرّد حوالى ثلاثة ملايين شخص.

وشهدت إثيوبيا التي تضم أكثر من 80 مجموعة عرقية ولغوية عدة نزاعات مرتبطة بالهوية والمطالبات بالأراضي في السنوات الأخيرة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا