سياح يركبون الجمال بالقرب من الهرم الأكبر في الجيزة في 3 أيار/مايو 2024 ( AFP / Jewel SAMAD)

المنشورات التي تزعم أنّ أحجار الهرم الأكبر صنعت يدوياً غير صحيحة

يستغلّ مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي الاهتمام الكبير بالحضارة المصريّة القديمة والغموض الذي يلفّها في كثير من الأحيان لبثّ معلومات مضلّلة بهدف جذب التفاعلات. آخر تلك المنشورات المضلّلة تدّعي أنّ الأحجار التي استخدمت في بناء الهرم الأكبر (هرم خوفو)، "فيها نتوءات هواء" ما يعني أنّها من صنع البشر وليست طبيعيّة. لكن هذا الادعاء لا أساس له من الناحية العلمية، بحسب خبراء في علم المصريات.

جاء في المنشورات أنّ أحجار الهرم الأكبر "فيها نتوءات هواء، ما يدلّ على أنّها مصنوعة وليست مقطوعة من الجبال".

وأضافت "كيف صُنعت وكيف صمدت تلك المدة كلّها، وكيف لم يتمكّن أحد من اكتشاف ما بداخل الهرم الأكبر على الرغم من كلّ التكنولوجيا المتوفّرة…".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 أيار/مايو 2024 عن موقع فيسبوك

إلا أنّ ما جاء في المنشورات مضلّل بحسب ما أكّد خبيران في علم المصريات لوكالة فرانس برس.

هل تختلف أحجار هرم "خوفو" عن أحجار هرمي "خفرع" ومنقرع"؟

بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية فإن الهرم الأكبر بُني "من الحجر الجيري المحلّي في حين كان مغطى قديمًا بالكامل بكساء من الحجر الجيري عالي الجودة، وقد تم جلب أحجار الكساء من محاجر طرّة عن طريق مراكب تصل حتى الهرم".

ويؤكّد على هذه المعلومات خبير الآثار المصري أشرف محي الدين وهو مدير عام منطقة آثار الأهرامات.

ويصف الخبير في اتصال مع صحافيي خدمة تقصي صحّة الأخبار في فرانس برس ما تروّج له المنشورات عن أنّ أحجار هرم خوفو تختلف عن الأحجار التي بني منها هرما خفرع ومنقرع بـ"الأكاذيب التي لا تعتمد على أي أساس علمي".

ويتابع شارحاً  أن "الأهرامات الثلاثة الشهيرة في مصر بنيت من الحجر الجيري المحلّي".

ويؤكد محيي الدين أن أحجار الهرم الأكبر لا توجد فيها أي نتوءات هواء، وأنها طبيعيّة ولم تصنّع كما ادّعت المنشورات.

ويتفق مع محيي الدين، عالم الآثار والباحث في علم المصريات أحمد صالح، الذي شغل في السابق منصب مدير عام آثار أبو سمبل ومعابد النوبة.

ويؤكد صالح "أن الأهرامات الثلاثة بُنيت بالحجر الجيري المحلي" واصفًا المنشورات المتداولة بأنها مجرّد "خيالات".

عشرون عاماً لبناء الهرم الأكبر

يشرح الخبيران في علوم المصريات أن الملك خوفو بنى الهرم كمقبرة له، وأن مشروع البناء استغرق  عشرين عامًا.

ويشرح أحمد صالح أنه من المرجّح أن يكون ابن عم الملك خوفو والذي يدعى حم-أيونو هو الذي أشرف على بناء هذا الهرم البالغ ارتفاعه 146.5 مترًا. إلا أنّ عوامل التعرية واختفاء الهُريم الصغير الذي كان يعلو قمته قلّصت ارتفاعه فبات يبلغ اليوم 138.8 مترًا.

ويقول الخبيران إن هرم خوفو يضمّ أكثر من مليوني كتلة من الحجر الجيري بالإضافة إلى نحو 8 آلاف طن من حجر الجرانيت الذي أحضر من أسوان في صعيد مصر واستخدم في غرفة دفن الملك خوفو. 

لغز الأهرامات

يقول أحمد صالح إن  نظريات كثيرة حاولت  تفسير كيف بُنيت الأهرامات. وسلطّ الضوء على مشروع نفذته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كلية الهندسة في جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار في باريس، اعتمد على واحدة من بين هذه النظريات التي حاولت تفسيرعملية بناء الهرم من خلال تصوّر يقول إنه كان هناك ممرات حلزونية داخل الهرم كانت تستخدم في رفع الأحجار إلى الأجزاء العلوية.

وسبق لوكالة فرانس برس أن فندت منشورات عن أكاذيب أخرى حول الأهرامات منها أن اللحوم داخلها لا تتعفن وأن النباتات تنمو فيها أسرع.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا