هذا الفيديو لمذيعة عربية تبكي الرئيس الإيراني مباشرة على الهواء مركّب

آلاف المشاركات والتعليقات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه يُظهر مقدّمة برامج في محطة تلفزيونية تبكي مباشرة على الهواء أثناء نقل خبر مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطم مروحية في شمال غرب إيران في 19 أيار/مايو. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو مركّب وهو يعود لمذيعة سوريّة تبكي تأثراً لدى حديثها عن قصف للقوات الحكوميّة على مناطق في الشمال السوري عام 2019.

يُظهر الفيديو المتداول مقدّمة برامج عربيّة ذات لهجة تبدو سوريّة تبكي على الهواء ووراءها صورة الرئيس الإيراني ومن كان برفقته على متن المروحية.

وكتب على الفيديو باللغة الإنكليزية "لا تعليق"، كما أضيف العلم الإيراني.

حصد الفيديو أكثر من ستة آلاف مشاركة من هذه الصفحة فقط على موقع فيسبوك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 أيار/مايو 2024 من موقع فيسبوك

ووري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثرى في 23 أيار/مايو في مسقط رأسه مشهد حيث شارك آلاف الإيرانيين بمراسم تشييعه، بعد أيام من مقتله بحادث تحطم مروحية في شمال غرب إيران.

ولقي رئيسي البالغ 63 عاماً حتفه إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة أشخاص آخرين عندما تحطمت المروحية التي كانوا على متنها في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد خلال عودتهم من مراسم تدشين سدّ عند الحدود مع أذربيجان.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول مركّب.

فسرعان ما تعرّف صحافيو فرانس برس إلى الفيديو الأصليّ، وقد نشرته قناة "أورينت" السوريّة التي تبثّ من الخارج في تموز/يوليو 2019، ويُظهر المذيعة دالين مهرات تبكي أثناء قراءتها تقريراً عن قصف للقوات السوريّة الحكوميّة على شمال سوريا.

وبكت المذيعة تحديداً أثناء عرضها صورة - لم يتسنّ لوكالة فرانس برس التثبّت من ملابساتها - قيل إن جندياً التقطها بنفسه من مروحيّة كانت تقصف مدينة خان شيخون في محافظة إدلب.

وقد عمد مروّجو الخبر المضلّل إبدال مشاهد التقرير عن القصف بصورة للرئيس الإيراني والوفد المرافق الذي كان على متن المروحية، للإيحاء بأن المذيعة تبكي تأثراً على الحادث.

وسبق أن استُخدم الفيديو نفسه في سياق مضلّل آخر قبل أشهر، إذ رُكّبت عليه مشاهد للقول إن المذيعة كانت تبكي على خروج الجزائر من كأس الأمم الإفريقيّة في كانون الثاني/يناير الماضي وعلى خروج كريستيانو رونالدو من كأس العالم، وأصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقارير آنذاك لتفنيد تلك الادعاءات.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا