هذه المشاهد لا تُظهر طفلاً عالقاً في شرفة منزله بسبب المعارك في ليبيا بل هي مصوّرة في البرازيل

اندلعت في مدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابس اشتباكات السبت بين مجموعات مسلّحة تسبّبت في  إيقاف الدراسة وإغلاق أجزاء من الطرق المؤدية إلى المدينة. عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة مشاهد قيل إنّها تُظهر طفلاً عالقاً في شرفة منزل يحترق بسبب تلك المعارك. لكن هذه المشاهد في الحقيقية مصوّرة أثناء اشتعال حريق في البرازيل قبل أيام من اندلاع الاشتباكات في مدينة الزاوية في ليبيا.

يظهر في الصور والمقاطع المتداولة طفل في شرفة منزل يحترق.

وجاء في التعليقات المرافقة أن المشاهد تُظهر طفلاً عالقاً على شرفة منزله بعد سقوط قذيفة واشتعال البيت فيها بسبب الاشتباكات التي اندلعت السبت في مدينة الزاوية في ليبيا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 19 أيار/مايو 2024 من موقع فيسبوك

وظهرت هذه المنشورات بعد ساعات على وقوع اشتباكات بين مجموعات مسلّحة في مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية، حيث ينشط عدد من المجموعات المسلّحة النافذة المناوئة للمشير خليفة حفتر الرجل القويّ في شرق ليبيا وجنوبها، وقد ساهم مسلحون من المدينة في إفشال محاولة قوات حفتر السيطرة على طرابلس عام 2019.

وقال ضابط في مديرية أمن الزاوية في تصريح لفرانس برس السبت إن "المناطق الجنوبية لمدينة الزاوية تشهد منذ ليلة الأمس اشتباكات بين مجموعات مسلحة"، مشيرا إلى استمرارها منذ الصباح لكن بشكل "متقطع".

وأضاف "تسببت الاشتباكات في إغلاق بعض الطرق وإيقاف الدراسة في الزاوية حتى إشعار آخر، بسبب التبادل العشوائي للقذائف بين المسلحين".

وعن أسباب التوتر، قال الضابط إن "خلافات بين أفراد مجموعات مسلحة تطوّرت إلى مناوشات ولم تنجح جهود الوساطة حتى الآن في إيقاف الاشتباكات".

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لم يتسن التأكد من صحتها، تُظهر مسلحين على متن سيارات دفعٍ رباعي يطلقون النار بشكل كثيف باتجاه مجموعات مسلحة مناوئة.

كما أظهرت المقاطع أعمدة دخان متصاعدة من عدة أبنية سكنية ومقار حكومية، نتيجة تعرضها لمقذوفات عشوائية وتبادل عنيف للرصاص والقذائف في أنحاء متفرقة من المدينة.

وأعلن الهلال الأحمر بمدينة الزاوية تمكّنه من إخراج عدد من العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات، داعياً الجهات الأمنية إلى التعاون في مساعدة العالقين في مناطق النزاع.

في هذا السياق، ظهرت هذه المشاهد التي قيل إنّها تُظهر طفلاً ليبياً عالقاً في شرفة منزله المحترق.

حقيقة المشاهد المتداولة

لكن المشاهد المتداولة للطفل العالق في شرفة لا شأن لها بما يجري في ليبيا.

فقد أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث إلى مقاطع مصوّرة نشرتها مواقع إخباريّة برازيليّة تظهر فيها المشاهد نفسها.

ونُشرت هذه المقاطع في الخامس عشر من أيّار/مايو الجاري، أي قبل أيام على اشتباكات مدينة الزاوية، ما يدحض ما قيل على مواقع التواصل.

وبحسب المواقع البرازيليّة الناشرة، تُظهر هذه المشاهد إنقاذ طفل من مبنى اشتعلت فيه النيران في مدينة فاروفيليا في جنوب البرازيل.

إثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث إلى مقاطع مصوّرة أخرى نشرتها وسائل إعلام محليّة للحريق نفسه، تظهر فيها الشرفة نفسها في الطابق الرابع، وتظهر فيها أيضاً سيارات إسعاف كُتب عليها باللغة البرتغالية المعتمدة في البرازيل.

وبالنظر إلى العناصر الظاهرة في هذه المقاطع، أمكن تحديد موقع هذه المشاهد على خرائط غوغل، في مدينة فاروفيليا الواقعة في ولاية ريو غراندي دو سول في الجنوب البرازيلي.

 

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا