هذه المشاهد ليست للفيضانات الأخيرة في كينيا

بعد أيّام على فيضانات مدمّرة في كينيا أودت بحياة 277 شخصاً على الأقلّ، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو من مشاهد عدّة زعم ناشروه أنّه للأضرار التي خلّفتها السيول. إلا أنّ الادعاء غير صحيح فالمشاهد جميعها قديمة ومصوّرة في دولٍ مختلفة منها تركيا واليابان والصين.

يتضمّن الفيديو مشاهد عدّة تظهر السيول تقتلع جسراً وتملأ الشوارع جارفة عدداً كبيراً من السيارات. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 أيّار/مايو 2024 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو مئات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في التعليقات المرافقة له "انفجار سد نيروبي عاصمة كينيا". 

فيضانات كارثية في كينيا

ويأتي تداول هذا الفيديو بعد أن قضى 42 شخصاً على الأقل في انهيار سدّ في بلدة تقع شمال العاصمة الكينية نيروبي في 29 نيسان/أبريل 2024. 

وانهار السد قرب بلدة ماي ماهيو جارفاً منازل وقاطعًا الطرقات.

ومنذ آذار/مارس تتعرض كينيا لأمطار موسميّة فاقت غزارتها المعتاد ما أدّى إلى فيضانات مدمّرة أودت بحياة ما لا يقلّ عن 277 شخصًا وتسببت بدمار كبير وإغراق قرى بكاملها، بحسب أرقامٍ حكوميّة. 

وما زال 75 شخصاً في عداد المفقودين، ما يزيد من مخاوف ارتفاع حصيلة القتلى. ونزح أكثر من 290 ألف شخص بسبب هذه الكارثة.

فيديو قديم من دول مختلفة 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

فالجزء الأوّل منه الذي يظهر انهيار جسرٍ يمكن العثور عليه منشوراً في مواقع إخباريّة أميركيّة عدّة بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر 2022.

وجاء في التعليق المرافق أنّه يظهر انهيار جسرٍ في بورتوريكو إثر الإعصار "فيونا" الذي اجتاح الجزيرة آنذلك. 

أمّا الجزء الثاني الذي يظهر نهراً منسوبه مرتفعٌ يجرف وحولاً وسط أبنية سكنيّة، فيعود لفيضانات ضربت شمال تركيا عام 2021. 

وسبق أن انتشر المقطع على أنّه للفيضانات التي ضربت ليبيا عام 2023، إلا أنّ خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أصدرت تقريراً يثبت أنّه مصوّر في تركيا. 

والتُقط ذاك الفيديو في بوزكورت المنطقة الأكثر تضرراً من السيول الجارفة التي ضربت المناطق التركية المطلّة على البحرالأسود في آب/أغسطس 2021 وأودت بحياة أكثر من 70 شخصاً. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 أيلول/سبتمبر 2023 عن موقع إنستغرام

يظهر الجزء الثالث من الفيديو سيولاً موحلة تجرف بعض السيارات، إلا أنّه هو أيضاً لا يمتّ بصلة للفيضانات في كينيا. 

فقد سبق أن تحقّقت منه خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، وأظهرت أنّه مصوّر في فوكوشيما عام 2011.  

وشهدت اليابان آنذاك أكبر زلزال في تاريخها بلغت شدته 9 درجات وضرب تحت البحر في آذار/مارس 2011 قبالة السواحل الشمالية الشرقية لليابان، محدثاً موجات مدّ بحريّ (تسونامي) أودت بنحو 18,500 شخص بين قتيل ومفقود.

وتسببت تلك الكارثة بانهيار ثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما النووية. 

ويظهر الجزء الرابع  من الفيديو المتداول على أنّه لفيضانات كينيا الأخيرة، سيارات تجرفها المياه الموحلة، إلا أنّه يعود في الحقيقة لفيضانات في الصين السنة الماضية. 

وتظهر بوضوحٍ في الفيديو أحرفٌ صينيّة على جانب الطريق.

Image
لقطة من الفيديو المتداول مع إشارة إلى الأحرف الصينيّة

ويرشد البحث عن لقطات منه إلى المشهد نفسه منشوراً في مواقع إخباريّة ومواقع وحسابات صينيّة على مواقع التواصل في حزيران/يونيو 2023. 

وهطلت آنذاك أمطار كانت الأغزر التي تشهدها بكين منذ بدء تدوين مؤشرات الطقس قبل 140 عاماً. وأدت الأمطار والفيضانات إلى مقتل 22 شخصاً على الأقل غالبيتهم في العاصمة.

أمّا الجزء الأخير من الفيديو فيعود لسيولٍ في الولايات المتحدة قبل سنوات.  

ونشر هذا المقطع في مواقع إخباريّة أميركيّة عدّة ويظهر فيضانات جرفت سيّارات من أحد المعارض في ولاية نيو جرسي في آب/أغسطس عام 2018. 

ويمكن العثور على معرض السيارات نفسه في خدمة خرائط غوغل. 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا