هذا الفيديو مشهد تمثيلي وليس لاندلاع حريق في صالة كازينو ومتجر للكحول في السعودية

تثير التغيّرات الاجتماعيّة التي تعيشها المملكة العربية السعودية، ومن بينها إقامة حفلات وعروض فنيّة وصولاً لانتشار أخبار عن إمكانية فتح أول متجر في البلاد لبيع الكحول للدبلوماسيين، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل بين مؤيّدين ومنتقدين. في هذا السياق، انتشر فيديو ادعى ناشروه أنه لحريق في صالة كازينو وبيع كحول في المملكة. إلا أن الادّعاء غير صحيح، فالفيديو في الحقيقة مشهد تمثيلي يستذكر الحريق الذي اندلع في سوق قديم.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنّه اندلاع حريق في مبنى، ورجال يرتدون الزيّ التقليدي الخليجي.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر احتراق صالة كازينو ومتجر للكحول في السعودية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 آذار/مارس 2024 من موقع فيسبوك

حصد الفيديو أكثر من 35 ألف مشاركة من هذه الصفحة فقط في فيسبوك، في وقت يسعى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار خطته الإصلاحيّة "رؤية 2030" إلى تطبيق إصلاحات اجتماعية وإلى تنويع مصادر دخل بلاده، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، وتحويل المملكة إلى مركز أعمال ورياضة وسياحة.

السعودية ستسمح ببيع الكحول للدبلوماسيين غير المسلمين

وفي 24 كانون الثاني/يناير 2024، أفاد مصدران مطلعان وكالة فرانس برس أن المملكة العربية السعودية تعتزم السماح ببيع المشروبات الكحولية للدبلوماسيين غير المسلمين للمرّة الأولى في تاريخها.

وقال أحد المصدرين إن المشروبات الكحولية "ستُباع للدبلوماسيين غير المسلمين" الذين اضطروا في السابق إلى استيراد الكحول عبر الحقيبة الدبلوماسية.

وبحسب وثيقة اطلعت عليها فرانس برس، ستُباع المشروبات الروحيّة في الحيّ الدبلوماسيّ بالرياض الذي يضمّ مقرات البعثات الأجنبية ومساكن العاملين فيها ويقع غرب وسط المدينة.

وأصدر الملك السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود حظراً على المشروبات الكحولية في المملكة في أوائل خمسينات القرن الماضي، بعد فترة وجيزة من حادثة سكر فيها أحد أبنائه، وقتل غاضباً دبلوماسياً بريطانياً بالرصاص.

وقد أثارت الوتيرة السريعة للإصلاحات الاجتماعية الأخيرة، بما في ذلك إعادة فتح دور السينما والسماح بتنظيم مهرجانات موسيقية مختلطة بين الجنسين، تكهنات واسعة النطاق بأن حظر الكحول قد يُرفع، أو على الأقل يُتساهَل بشأنه مع بروز مرافق سياحية جديدة على غرار مدينة "نيوم" المستقبلية بكلفة تصل إلى 500 مليار دولار.

إلا أن الفيديو لا علاقة له بكلّ هذا.

حقيقة الفيديو

فالتفتيش على محرّكات البحث عن كلمات "حريق- السعوديّة - خمور" أرشد إلى تقرير أصدرته "هيئة مكافحة الإشاعات" السعوديّة المعنيّة بالردّ على الأخبار المضلّلة.

وبحسب الهيئة، يُظهر الفيديو مشهداً تمثيلياً ضمن فعاليات مهرجان ليالي الشتوي يروي قصّة حريق أصاب سوقاً قديماً (سوق القيصيريّة) في المملكة.

إثر ذلك، أرشد التعمّق بالبحث باستخدام كلمات مفتاحية "حريق القيصرية - مهرجان ليالي" إلى فيديو تتشابه فيه عناصر المكان والأشخاص والأزياء.

وبحسب وسائل إعلام محليّة سعوديّة، تضمن المهرجان محطة "حريق القيصرية" التي استذكرت الحادثة التي وقعت في عام 2001 والتي التهمت النيران خلالها أكثر من 200 دكان بمقتنياتها وتاريخها وذكرياتها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا