هاتان الصورتان لا تُظهران احتراق سفينتين أميركية وبريطانية في البحر الأحمر

في السادس من شباط/فبراير الجاري أعلن المتمرّدون الحوثيون في اليمن شنّ هجومين بالصواريخ على سفينتين بريطانية وأميركية في البحر الأحمر، في حلقة جديدة من سلسلة العمليّات التي تعرقل حركة الملاحة والتجارة العالمية في المنطقة. عقب ذلك، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين قيل إنّهما تُظهران احتراق هاتين السفينتين. لكن هاتين الصورتين لا شأن لهما بهذا الهجوم أو بما يجري في البحر الأحمر.

تظهر في الصورتين المتداولتين بشكل خاص على موقع فيسبوك ما يبدو أنّهما سفينتان تحترقان في عرض البحر.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورتين تُظهران السفينتين الأميركية والبريطانية التي أعلن المتمرّدون الحوثيون استهدافهما في السادس من شباط/فبراير الجاري.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 شباط/فبراير 2024 من موقع فيسبوك

عمليّات متواصلة في البحر الأحمر

يوم الثلاثاء، أعلن المتحدّث باسم الحوثيين العميد يحيى سريع تنفيذ "القوات البحرية في القوّات المسلّحة اليمنيّة (..) عمليّتين عسكريتين في البحر الأحمر استهدفت الأولى سفينة أميركيّة (..) والاخرى استهدفت سفينة بريطانيّة".

ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، نفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وشنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة عدّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني/يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".

ماذا جرى مع السفينة البريطانية؟

وكانت شركة "أمبري" قالت إنّ سفينة بريطانية ترفع علم باربادوس "تعرّضت لأضرار طفيفة على جانبها الأيسر" على بُعد 57 ميلًا بحريًا من سواحل الحُديدة في غرب اليمن، من دون وقوع إصابات بشرية.

وأشارت "أمبري" في بادئ الأمر إلى أن الهجوم كان بطائرة مسيّرة، غير أنها عدّلت تقريرها في ما بعد، لافتة إلى أن الهجوم كان "بمقذوف أُطلق من قارب صغير شوهد بالقرب من السفينة" وأشارت إلى أن "المقذوف لم يصطدم بالسفينة بشكل مباشر بل انفجر في مكان قريب منها".

والسفينة الأميركية؟

وإذ تحدّث الناطق باسم الحوثيين عن "إصابات دقيقة ومباشرة"، لم يتسنّ لوكالة فرانس برس أن تتأكد من أي شركة أمن بحري أو من القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) من استهداف السفينة الأميركية.

ما هي حقيقة الصورتين إذاً؟

إزاء ذلك، أرشد التفتيش عن الصورة الأولى على محرّكات البحث أنّها منشورة  على موقع وكالة تاس الروسيّة في العام 2019، ما ينفي ما قيل عنها على مواقع التواصل.

Image
صورة نشرتها وكالة تاس في كانون الثاني/يناير 2019

ونُشرت الصورة تحديداً في 22 كانون الثاني/يناير من العام 2019 مرفقة بخبر عن حريق ضرب ناقلة وقود في البحر الأسود.

أما الصورة الثانية، فقد تبيّن أنّها منشورة على موقع "شاترستوك" لتخزين الصور على أنّها صورة ثلاثية الأبعاد لسفينة بضائع في تحترق في البحر الأبيض المتوسّط. وهذه الصورة مكوّنة من صورة حقيقية ملتقطة من الجوّ، أضيفت عليها مؤثرات بصريّة، كما يوضح الموقع الناشر.

Image
صورة منشورة على موقع شاترستوك ومعدّلة بإدخال مؤثرات بصريّة

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا