هذا الفيديو ليس لسفينة أميركية تعرّضت لهجوم في البحر الأحمر بل لسفينة احترقت في الولايات المتحدة عام 2020

منذ نحو شهرين، ينفّذ المتمرّدون اليمنيّون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، في ما يقولون إنه تضامن مع قطاع غزة في ظلّ الحرب. في هذا السياق، انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لسفينة أميركية بعد تعرّضها لهجوم في البحر الأحمر. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم وهو في الحقيقة لحريق في سفينة عسكرية في الولايات المتحدة سنة 2020.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنها سفينة عسكرية تتصاعد منها سحب الدخان وطوافات تساعد في عملية إخماد النيران.

وجاء في التعليقات المرافقة "موقع بريطاني ينشر مقاطع للبارجة الأميركية التي تمّ استهدافها من قبل القوات المسلحة اليمنية أثناء محاولتها التصدي لصواريخ اليمن في باب المندب".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 29 كانون الثاني/يناير 2024 من موقع منصة أكس

توتر في البحر الأحمر

يأتي انتشار هذا الفيديو في هذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات والتعليقات على فيسبوك ومنصة أكس في وقت يشهد البحر الأحمر توتراً بين الولايات المتحدّة وحلفائها من جهة والحوثيين في اليمن من جهة أخرى على خلفية شنّّهم هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.

والسبت أحبطت البحرية البريطانية هجوماً للمتمردين في البحر الأحمر كان يستهدف مدمّرتها إتش ام اس دايموند، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الأحد.

ومنذ شهرين، ينفّذ المتمرّدون في البحر الأحمر وبحر العرب هجمات على سفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامناً مع قطاع غزة.

ولمحاولة ردع الحوثيين وحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ فيها 12% من التجارة العالمية، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن.

فيديو قديم

إلا أن الادعاء بأن الفيديو لسفينة أميركية تعرّضت لهجوم في البحر الأحمر غير صحيح.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث إلى نسخة أقدم نشرتها الصفحة الرسمية للبحرية الأميركية في موقع يوتيوب منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأوضحت البحرية أن الفيديو لعملية إخماد حريق اندلع في سفينة أميركية في 12 يوليو/تموز 2020 كانت راسية في قاعدة سان دييغو البحرية.