هذا الفيديو لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة ود مدني مصوّر قبل بدء المعارك فيها

بلغ القتال بين الجيش السوداني وقوّات الدعم السريع في الأيام الماضية مدينة ود مدني جنوب الخرطوم، حيث يقيم عشرات آلاف النازحين. في هذا السياق، نشرت صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يصوّر جولة لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في تلك المدينة. لكن هذا الفيديو مشنور قبل نحو أسبوعين، أي قبل تقدّم قوات الدعم السريع إلى هناك.

يظهر في الفيديو قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ينزل من مروحيّة ويستقبله جمع من المدنيين والعسكريين.

وجاء في التعليقات المرافقة ما يوحي أو يقول صراحة إن الزيارة جرت في الأيّام أو الساعات الماضية، على إثر تقدّم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إلى تلك المدينة الواقعة على مسافة 180 كليومتراً جنوب الخرطوم، وسط تحذيرات دولية من التبعات الإنسانيّة على القتال في ظلّ وجود عشرات آلاف النازحين هناك.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 18 كانون الأول/ديسمبر 2023 من موقع فيسبوك

وقد دفع القتال بين الطرفين - الذي اجتاح المدينة الجمعة - وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تعليق أعمال الإغاثة في الولاية "حتى إشعار آخر".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان "أصبحت ود مدني ملاذا آمنا للمدنيين النازحين ومركزاً مهمّاً لجهود الإغاثة الإنسانية الدولية. والتقدّم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدات الإنسانية".

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لعبد الفتاح البرهان ليس مصوّراً في الايام الماضية، في ظلّ القتال في المدينة، بل هو منشور قبل أسبوعين.

ونُشر الفيديو على قناة وكالة السودان للأنباء على موقع يوتيوب، في الثالث من كانون الأول/ديسمبر الجاري، أي قبل أكثر من عشرة أيام على وصول المعارك إليها.

ونشرت صفحة "القوات المسلّحة السودانيّة" في اليوم نفسه صوراً من الزيارة.

وأودت الحرب التي اندلعت في نيسان/أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).

وتسبّب النزاع بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,3 مليون شخص فرّوا إلى دول مجاورة.

18 ديسمبر 2023 تصحيح خطأ مطبعي في العنوان

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا