هذا التمثال الذي يكرّم المرأة المحجبة موجودٌ بالفعل في بريطانيا

في سياق الجدل الدائر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي العربية حول حجاب المرأة في الغرب، ظهرت منشورات تضمّ صوراً لتمثالٍ في بريطانيا قيل إنه أوّل تمثالٍ في العالم لامرأة محجبة. صحيح أن تماثيل أخرى بنيت في العالم، كان للمرأة المحجبة وجوداً فيها، إلا أنّ لهذه المنحوتة التي تبنى في برمينغهام خصوصيتها، كونها الأولى التي تدعو الى احترام وتكريم حجاب المرأة المسلمة.

يظهر في الصور المتداولة تمثال معدنيّ قيد البناء لرأس امرأة ترتدي الحجاب، حفر على أسفله باللغة الإنكليزية ما يعني "من حقّ المرأة أن تكون محبوبة ومحترمة مهما كانت خياراتها في اللباس".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 29 أيلول/سبتمبر 2023 عن موقع فيسبوك

ويضيف النص المحفور أن قوة المرأة الحقيقية "تكمن في قلبها وعقلها".

حظي المنشور بآلاف التفاعلات وأعرب العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بهذا التمثال الذي يدعو إلى احترام خيارات النساء المسلمات.

ماذا نعرف عن هذا التمثال؟

أرشد التفتيش عن الصورة إلى مواقع إخبارية بريطانية أوردت أنّ الصورة تظهر بالفعل عملية بناء تمثال يحمل اسم "قوة الحجاب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 29 أيلول/سبتمبر 2023 عن موقع إندبندنت

وأشارت الى أن طول هذه المنحوتة يبلغ خمسة أمتار تقريباً ووزنها حوالى الطن.

ووفق مواقع إخباريّة محلية، يُبنى التمثال الذي صمّمه النحات الشهير لوك بيري في منطقة "سمثويك" في برمينغهام في بريطانيا ويتوقع تدشينه في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

ويُنفّذ هذا المشروع بتكليف من شركة "ليغاسي ويست ميدلندز" التي تهتم بتراث المهاجرين بعد الحرب في منطقة برمينغهام.

أول تمثال لمحجّبة؟

صحيح، أنّ المقالات والمنشورات أوحت بأنّ هذا التمثال هو الأول لامرأة محجّبة. ولكن في الحقيقة توجد تماثيل تجسّد المرأة المحجّبة في أماكن مختلفة في العالم كمصر(أرشيف) والإمارات (أرشيف). إلا أنّ الفرق هذه المرّة هي أن تمثال "قوّة الحجاب"مصنوع خصيصاً لتكريم المرأة المحجبة وحقّها في ارتداء الحجاب.

تمثال مثير للجدل

على خلاف الذين أبدوا إعجابهم بالتمثال الذي يكرّم المرأة المحجبة، ظهرت ردود فعل سلبية لدى البعض الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً في صفوف اليمين المتطرف في بريطانيا.

وقد أعرب زعيم حزب بريطانيا أولاً اليميني المتطرف بول غولدنغ عن امتعاضه في تعليق ساخر عبر منصة أكس (تويتر سابقاً) قائلاً "قوة الحجاب، لنسأل فقط النساء الإيرانيات".

كما كان لعضو البرلمان الأوروبي السابقة عن حزب بريكست كريستينا جوردن موقف مشابه إذ اعتبرت أن "النظام الإيراني سيكون سعيداً بتمثال برمينغهام "قوة الحجاب".

من جهته، أكد نحّات "قوة الحجاب" لوك بيري في حديث صحفي أن ثمة "احتمال أن تكون هذه المنحوتة مثيرة للجدل لعدة أسباب مختلفة (...) لا أشعر أن أياً منها صالح، لكن الناس يرونها كذلك".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا