هذا الفيديو قديم ولا يصوّر طفلاً يبكي والدته بعد فيضانات درنة

مئات المشاركات والمشاهدات حصدها فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ادعى ناشروه أنه لطفل يبكي والدته بعدما فقدها في الفيضانات المدمّرة التي اجتاحت منذ أسبوعين الشرق الليبي وخصوصاً مدينة درنة. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو قديم ولا علاقة له بالفيضانات في ليبيا.

يصوّر الفيديو طفلاً يبكي والدته وهو يناديها "يا أمي، أين أنت".

وجاء في التعليقات المرافقة "طفل فقد أمه في السيل الجارف بمدينة درنة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 أيلول/سبتمبر 2023 من موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات والمشاهدات على فيسبوك ومنصة "أكس" في سياق الأخبار المضللة التي غزت مواقع التواصل وتحققت منها خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس بعد الفيضانات المدمّرة في ليبيا.

وقبل أسبوعين، تسببت العاصفة دانيال بفيضانات مدمّرة أودت بحياة أكثر من 3875 قتيلاً، بحسب حصيلة نشرتها مساء الإثنين سلطات شرق ليبيا، ونزوح أكثر من 43 ألف شخص، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.

وضربت العاصفة خصوصاً مدينة درنة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر المتوسط مما أدى إلى انهيار سدّين والتسبب بفيضانات جرفت كل شيء في طريقها.

فيديو قديم

إلا أن الفيديو لا علاقة له بفيضانات ليبيا.

فقد أظهر التفتيش عنه عبر محركات البحث أنه منشور في حزيران/يونيو 2022 على مواقع التواصل أي قبل أكثر من عام على كارثة الفيضانات في ليبيا.

إلى ذلك، أرشد التفتيش عن العلامة المائية الظاهرة في الفيديو إليه منشوراً حساب على منصة تيك توك في السادس من حزيران/يونيو 2022 أيضاً.

ولم يتسنَّ لصحافيي خدمة تقصّي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس من التحقق من مكان وظروف تصوير الفيديو ولكنّ مجرد نشره قبل سنة ينفي أن يكون مصوّراً خلال الفيضانات الأخيرة في ليبيا.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا