هذا الفيديو لا علاقة له بفيضانات ليبيا وهو مؤلّف من مشاهد قديمة من دولٍ مختلفة

يظهر الفيديو المؤّلف من مقاطع عدّة رياحاً عاتية وأمطاراً وسيولاً وأعاصير، وجاء في التعليقات المرافقة أنّ هذه المشاهد تعود إلى الفيضانات الكارثيّة التي ضربت مدينة درنة الليبيّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر2023 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار هذا المقطع حاصداً ملايين المشاهدات بعد أيّام على العاصفة "دانيال" التي ضربت شرق ليبيا في 10 أيلول/سبتمبر. وتسبّبت السيول بانهيار سدّين في أعلى مدينة درنة، ما أدى إلى فيضانات جرفت في طريقها أبنية وجسوراً وأوقعت 3351 قتيلاً على الأقل وآلاف المفقودين، في أحدث حصيلة رسمية موقتة لسلطات شرق ليبيا.

مشاهد قديمة

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بليبيا.

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة والبحث عن كلّ منها في محرّكي غوغل وياندكس تبّين أن الجزء الأوّل المؤلّف من ثلاثة مشاهد لرياحٍ عاتية تعصف بأشجارٍ، منشور قبل إعصار"دانيال" في صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أنّه ملتقط في الصين.

وتعود أقدم نسخة عثر عليها صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس إلى أواخر شهر تمّوز/يوليو الماضي.

وآنذاك ضربت عاصفة دوكسوري شمال الصين وأدّت الأمطار غير المسبوقة والفيضانات الى مقتل 22 شخصاً على الأقل غالبيتهم في العاصمة.

أمّا الجزء الثاني الذي يُظهر إعصاراً يقتلع أسقف منازل فنشرتها وسائل إعلام أميركيّة في الأوّل من أيّار/مايو 2022 وتظهر في الحقيقة إعصاراً ضرب ولاية كنساس آنذاك.

يظهر في الجزء الثالث من الفيديو المتداول مشهدٌ لإعصارٍ ضخمٍ سبق أن بيّنت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أنّه عملٌ فنّي مركّب.

يضمّ الجزء الرابع من الفيديو مشهداً لإشارات ضوئيّة وسط رياحٍ شديدة، أظهر التفتيش عن لقطة منه إلى نسخة أطول وأوضح منشورة عام 2021 على أنّها لإعصارٍ في مدينة أوكلاهوما الأميركيّة.

وعلى غرار الجزء الثالث، يضمّ الفيديو المتداول في الجزء الأخير مقطعاً سبق أن تحقّقت منه خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس وأظهرت أنّه لسيولٍ في السعوديّة عام 2016.