هذا الفيديو مركّب على سبيل الهزل ومن يظهر فيه ليس مسؤولاً في قوات الدّعم السّريع

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيّما في السودان مقطع فيديو قيل إنّه يُصوّر مقابلة مع مسؤول في قوات الدعم السريع يجيب فيها عن اتّهامات موجّهة لفريقه بارتكاب انتهاكات حرب. لكنّ الفيديو مركبّ وقد أُبدلت إجابات مسؤولٍ في الدعم السريع بإجابات هزليّة من معلّق سودانيّ ساخر.

تظهر في الفيديو مذيعة في قناة الجزيرة القطريّة، وفي الجزء الثاني من الشاشة رجل بملابس تشبه اللباس السودانيّ التقليديّ. لكن شعار التلفزيون في أعلى الشاشة ليس شعار قناة الجزيرة.

ورداً على أسئلة حول اتّهامات موجّهة لقوّات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات حرب، يُجيب الرجل أنّه "بسبب قصف الجيش لنا…ذهب كلّ شيء … ولم يبق لنا سوى بيوت المواطنين".

ورداً على سؤال عن الاتهامات الموجّهة لقوات الدعم السريع بالاغتصاب، يقول الرجل "الفتاة التي نغتصبها هذا شرف كبير لها ومصدر فخر لها".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 24 آب/أغسطس 2023 عن موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذا الفيديو مع استمرار المعارك في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وتُوجّه لطرفي النزاع في السودان اتّهامات بارتكاب جرائم حرب أو سرقة أو اغتصاب.

وقبل أسابيع، حمّل نشطاء حقوقيون قوّات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها مسؤولية الفظائع التي تُرتكب في دارفور، بما في ذلك الاغتصاب والنهب والقتل الجماعي للأقليات العرقية.

وفي الآونة الأخيرة، تحدّث مختبر الأبحاث الإنسانيّة في جامعة بيل الأميركيّة عن إحراق الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معه 27 بلدة في دارفور.

في هذا السياق لاقى الفيديو المتداول انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل.

فيديو مركّب

لكن هذا الفيديو مركّب.

فيكفي البحث عن صورة الرجل الظاهر في "المقابلة" على محرّكات البحث ليقود إلى عدد من الفيديوهات يظهر فيها هذا الرجل نفسه.

ونُشرت هذه الفيديوهات على قناة تحمل اسم "وليد شنّان" بالأحرف اللاتينيّة على موقع يوتيوب.

ويمكن العثور على الفيديو المتداول نفسه، منشوراً على هذه القناة.

وعلى القناة نفسها، يمكن العثور على فيديو آخر، يبيّن فيه صاحب القناة أن الفيديو مركّب، وأنّه ليس من قوات الدعم السريع، وأن ما قام به كان مشهداً تمثيلياً ركّبه فوق مقابلة مع مسؤول في الدعم السريع.

والمقابلة الأصليّة؟

أما المقابلة الأصليّة، فيُرشد إليها التفتيش على محرّكات البحث عن أي صورة ثابتة من الفيديو تظهر فيها المذيعة.

وتظهر المذيعة وهي توجّه الأسئلة عن انتهاكات الحرب لضيفها، وهو المسؤول في قوّات الدعم السريع أسامة محمد الحسن. ثم ينفي هو صحّة هذه الاتهامات.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا