هذا الفيديو منشور في العام 2011 ولا يصوّر احتجاجات حديثاً في مدينة السويس المصريّة

تداولت حسابات مصريّة على موقع فيسبوك فيديو قيل إنّه يُظهر احتجاجات شعبيّة في مدينة السويس في شرق مصر في الأيام الماضية، فيما يعيش هذا البلد العربيّ الأكبر من حيث عدد السكّان أزمة اقتصاديّة خانقة. لكن أي احتجاج من هذا النوع لم يُسجّل حديثاً في السويس أو غيرها من المدن المصريّة، أما الفيديو المتداول فيعود في الحقيقة إلى العام 2011.

يظهر في الفيديو حشد من الأشخاص - منهم من يحمل علم مصر - أمام مبنى ينبعث منه الدخان. وتبدو في المشاهد أيضاً سيارات شرطة محترقة أو متضرّرة. ويُسمع في الخليفة أشخاص يقولون "تحيا مصر".

وجاء في التعليق المرافق أن الفيديو يُظهر محتجّين في مدينة السويس.

وكتب ناشر الفيديو "الثورة بدأت في السويس"، مع وسم "قسم الجناين" وهو أحد مقرات الشرطة في السويس.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 25 آب/أغسطس 2023 من موقع فيسبوك

حصل الفيديو بهذا السياق على مئات المشاركات من هذه الصفحة وحدها على موقع فيسبوك.

ويأتي انتشار هذا المقطع فيما تعيش مصر أزمة اقتصاديّة خانقة كان آخر فصولها انقطاعات التيّار الكهربائي.

ويعيد انقطاع التيار الكهربائي إلى الأذهان الأزمة التي شهدتها البلاد خلال عهد الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي عندما فجّر الانقطاع في الكهرباء ونقص المحروقات غضباً عارماً بين المصريين دفعهم إلى التظاهر ضد ّحكم مرسي إلى أن عزله الجيش في تموز/يوليو 2013.

لكن أي تظاهرة من هذا النوع لم تسجّل في الأيّام الماضية في مدينة السويس أو مدينة مصريّة أخرى، وفقاً لصحافيي مكتب وكالة فرانس برس في القاهرة.

ما حقيقة الفيديو إذاً؟

عبّر الكثير من المستخدمين في خانة التعليقات عن شكّهم في أن يكون الفيديو حديثاً، وخصوصاً بسبب الملابس الشتوية التي يرتديها من يظهرون فيه. ورجّحوا أن يكون عائداً لثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، أو احتجاجات العام 2013 التي انتهت بعزل محمد مرسي.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّك غوغل باستخدام كلمات مفتاح "قسم الجناين" مع تحديد تاريخ البحث بالعام 2011 إلى الفيديو نفسه منشوراً على موقع يوتيوب في ذلك العام.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا