هذا الفيديو لا يظهر جثمان البابا يوحنا بولس الثاني سليماً بعد إخراجه من القبر بل هو لتمثال من الشمع

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر جثمان البابا يوحنا بولس الثاني سليماً بعد إخراجه. إلا أنّ الادعاء خطأ، وما يظهر في الفيديو هو تمثال للبابا مصنوع من الشمع خلال جولة في المكسيك عام 2011.

يصوّر الفيديو أشخاصاً يحملون تابوتاً زجاجياً ممدّدٌ داخله من يُشبه البابا يوحنا بولس الثاني وسط أناشيد باللغة الإسبانيّة.

وعلّق ناشرو الفيديو بالقول "إخراج جثمان البابا يوحنا بولس الثاني بعد 13 سنة من وفاته وقد وُجد جثمانه سليماً".

يعود هذا الفيديو للانتشار بين الحين والآخر وقد ظهر بهذه الصيغة للمرّة الأولى بالعربيّة عام 2018 حاصداً مئات آلاف المشاهدات وعشرات آلاف المشاركات. وانتشر أيضاً بلغات أخرى مثل الإنكليزيّة والإسبانيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 آب/أغسطس 2023 عن موقع فيسبوك

وتوفي البابا يوحنا بولس الثاني في الثاني من نيسان/أبريل 2005، وأعلنته الكنيسة الكاثوليكية قديساً في 27 نيسان/أبريل 2014. وترأس البابا الكنيسة الكاثوليكيّة بين 1978 و2005 وكان أول بابا غير إيطاليّ في 455 عاماً.

بعض الحقائق

في نيسان/أبريل 2011، أي بعد ستة أعوام على وفاته، أُخرج نعش البابا يوحنا بولس الثاني من أجل مراسم تطويبه. وبحسب التقارير، أخرج "النعش الخشبي البسيط" من سرداب في الفاتيكان في 29 نيسان/أبريل 2011 قبل وضعه تحت مذبح في كنيسة صغيرة في كاتدرائيّة القديس بطرس خلال مراسم خاصّة بعد أسبوع.

تمثال من الشمع

أمّا ما يظهر في الفيديو، فهو في الحقيقة تمثالٌ مصنوع من الشمع.

فالتفتيش عن مشاهد من الفيديو عبر محرّك ياندكس الروسي يرشد إلى نسخة منه منشورة على يوتيوب في 23 آب/أغسطس 2011 بعنوان "ذخائر البابا يوحنا بولس الثاني".

وجاء في الوصف المرافق "جولة لذخائر الطوباوي يوحنا بولس الثاني في مدرسة مرسيديس" وهي مدرسة خاصّة بمدينة مكسيكو في المكسيك.

وتمكّن صحافيو فرانس برس من التثبّت من مكان التقاط الفيديو بالاستناد إلى صور نشرتها المدرسة عبر حسابها الرسمي في فيسبوك وإنستغرام.

Image
مقارنة بين لقطة من الفيديو (يسار) وصورة من كنيسة مدرسة مرسيديس (يمين)

على ضوء ذلك، أرشد البحث باسخدام كلمات مفتاحيّة إلى موقع إلكترونيّ كاثوليكيّ في المكسيك أورد في 5 آب/أغسطس 2011 أنّ ذخائر البابا يوحنا ابولس الثاني ستصل إلى مدينة مكسيكو في 17 آب/أغسطس من ذلك العام وستجول في البلاد طيلة أربعة أشهر.

وذكر موقع "فوسيس كاتوليكاس" أن الذخائر تتضمّن كبسولة تحتوي على دم البابا وتمثالاً له مصنوعاً من الشمع.

كما يرشد البحث المتقدّم على غوغل إلى صورة لتمثال الشمع منشورة في 25 آب/أغسط 2011 على موقع "ألامي" لتخزين الصور مرفقة بتعليق يشير إلى أنها ملتقطة في كاتدرائية غوادالوبي في مدينة مكسيكو في إطار جولة ذخائر البابا في المكسيك.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا