هذا الفيديو لا يُظهر انتشاراً عسكرياً أميركياً حديثاً في العراق بل هو مصوّر في أفغانستان عام 2021

يظهر في الفيديو حشد كبير ممن يبدو أنهم عسكريون ومركبات عسكرية ومروحيات في ما يبدو أنه مطار.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر في قاعدة الحرير، وهي قاعدة عسكرية تقع على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال شرق أربيل، عاصمة إقليم كردستان.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 17 آب/أغسطس 2023 من موقع فيسبوك

تصريحات عراقية

انتشر هذا الفيديو بهذه الصيغة حاصداً مئات المشاركات على موقع فيسبوك ومنصة "إكس"، مع تداول مواقع إخباريّة وصفحات على مواقع التواصل أخباراً تدعي وصول قوات أميركية عسكريّة إلى العراق في الأيام الماضية.

وأشارت منصّة "صحيح العراق" المعنيّة بالردّ على الأخبار المضلّلة إلى أن هذا الموضوع تصدّر منصّة "أكس" (تويتر سابقاً) لا سيّما بعد تصريح لنائب عراقيّ قبل أيام عن حشد قوّات أميركيّة على الحدود العراقيّة مع سوريا، سرعان ما نفتها السلطات في بغداد.

وبدأت هذه الأخبار بالظهور عقب زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.

وبحسب موقع وزارة الدفاع العراقية، تطرّق الطرفان إلى موضوع التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، كما جرت مناقشة موضوع تبادل الخبرات والتمارين المشتركة بين البلدين. ولم يأت الطرفان على ذكر أي انتشار عسكريّ أميركي جديد في العراق.

إذا ما حقيقة الفيديو؟

إلا أن الادعاء بأن الفيديو يصوّر وصول قوات عسكرية أميركية إلى أربيل غير صحيح.

فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث إلى فيديوهات مشابهة منشورة في آب/أغسطس 2021، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو آنذاك على أنّه من انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان.

وتتطابق المشاهد الظاهرة في الفيديو مع تلك التي نشرتها وكالة فرانس برس آنذاك والتي تصوّر عمليات الإجلاء، وحالة الفوضى التي شهدها المطار مع تجمّع آلاف المدنيّين الأفغان الراغبين باستقلال طائرة للفرار.

وأعلن البنتاغون في 31 آب/أغسطس 2021 خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان، لتطوى بذلك صفحة حرب استمرّت 20 سنة وسيطرت في نهايتها حركة طالبان الإسلامية المتشدّدة على البلاد مجدّداً.

ووقّعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 29 شباط/فبراير 2020 في الدوحة اتّفاقاً تاريخياً مع طالبان نصّ على انسحاب كلّ القوات الأجنبية قبل الأول من أيار/مايو 2021 في مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات مباشرة بين المتمرّدين والسلطات الأفغانية.

وبعدما تولّى جو بايدن سدّة الرئاسة الأميركية ودقّق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرّر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 آب/أغسطس 2021.