هذا الفيديو لا يُظهر قوات عراقية تدخل الكويت في الأيام الماضية بل مساعدات عراقية لسوريا بعد زلزال شباط/فبراير

في ظلّ الجدل الذي أثاره ملفّ ترسيم الحدود بين العراق والكويت في الأيام الماضية، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر عبور قوات من الحشد الشعبي العراقي الحدود بين البلدين باتجاه الكويت. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، والفيديو في الحقيقة يُظهر قافلة مساعدات إلى سوريا بعد الزلزال المدمّر في شباط/فبراير 2023.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنّه موكب عليه أعلام العراق ورايات قوّات الحشد الشعبيّ، وهو تحالف فصائل مسلحة موالية لإيران باتت منضوية في الدولة، على مقربة مما يبدو أنّه معبر حدودي.

وجاء في التعليقات المرافقة أن المشاهد تُظهر دخول قوات من الحشد الشعبيّ إلى الكويت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 10 آب/أغسطس 2023 عن موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذا الفيديو بهذا السياق في ظلّ الجدل المستمرّ على مواقع التواصل حول ترسيم الحدود بين البلدين.

وتتعرّض السلطات العراقية لانتقادات حادّة، سواء من قوى سياسيّة أو على مواقع التواصل، حيث توُجّه لها اتّهامات تبدأ بالتقصير وتنتهي بـ"الخيانة". لكنّ السلطات في بغداد تنفي ما يُنسب لها وتقول إن الحدود البريّة "لم ولن يتطرّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسمياً".

وفي هذا السياق ظهرت مقاطع عدّة قيل إنّها لتحرّكات شعبية عراقية على الحدود أو لاحتجاجات على أداء السلطات في بغداد، إلا أنّ فريق خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس فنّد عدداً منها في مجموعة من التقارير.

في هذا السياق أيضاً ظهر هذا الفيديو الذي قيل إنّه يُظهر دخول قوّات من الحشد الشعبيّ إلى الكويت.

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن هذا الفيديو أيضاً غير صحيح.

فسرعان ما اشتبه صحافيو وكالة فرانس برس في بغداد في أن يكون الفيديو مصوّراً في الشتاء الماضي، وهو ما يرجّحه حال السماء وتلبّد الغيوم فيها، وتحديداً بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا والشمال السوري في السادس من شباط/فبراير 2023.

وبحسب صحافيي فرانس برس العاملين في العراق وفي سوريا، تتشابه هذه المشاهد مع الكثير من الفيديوهات التي ظهرت قبل نحو ستّة أشهر، وتوثّق نقل مساعدات إلى سوريا، ولا سيّما إلى حلب، عقب الزلزال.

إزاء ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاحية "الحشد- زلزال- سوريا - مساعدات" إلى فيديو مطابق منشور قبل ستّة أشهر، أي بُعيد زلزال شباط/فبراير، ما يدحض أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات المضلّلة.

والفيديو الأصلي أطول من الفيديو المتداول ببضع ثوان يظهر فيها بوضوح العلم السوري خلف العلم العراقي على النقطة الحدودية، ما ينفي أن يكون على الحدود الكويتيّة.

Image
العلم السوري (في الدائرة الحمراء) وراء العلم العراقي

ونُشر الفيديو بعنوان "الحشد الشعبي في حدود سوريا" في الثامن من شباط/فبراير أي بعد يومين على الزلزال الذي دمّر مناطق واسعة من الشمال السوريّ - إضافة إلى الجنوب التركي - وأودى بحياة عشرات آلاف الأشخاص.

وبحسب صحافيي فرانس برس في الشمال السوري، يُرجّح أن تكون هذه المشاهد مصوّرة في معبر القائم – البوكمال، لكونه المعبر الرسميّ الوحيد الخاضع لسيطرة النظام السوري وحلفائه بين العراق وسوريا.

وبالفعل، تُظهر مقارنة المشاهد الظاهرة بالفيديو الكثير من العناصر المتطابقة مع مشاهد التقطها صحافيو فرانس برس للمعبر نفسه من الجهة العراقية.

Image

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا