هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بالمفاوضات الحدوديّة مع الكويت

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر شبّاناً عراقيين يرقصون على أنغام أهزوجة وطنيّة على الحدود مع الكويت، وذلك في ظلّ الجدل الدائر حول ملفّ ترسيم الحدود بين البلدين. إلا أنّ الفيديو قديم ولا علاقة له بالتطوّرات الأخيرة.

يصوّر الفيديو مجموعة من الأشخاص في منطقة صحراويّة، منهم من يسير على الأرض ومنهم من يرقص على ظهر حافلة.

وكُتب في التعليق المرافق أن الفيديو يُظهر شبّاناً من مدينة البصرة في جنوب العراق وهم يرقصون على أنغام أغنية وطنيّة "بعد أنباء عن أخذ أراض من مدينة أم قصر (العراقيّة) وإعطائها إلى الكويت".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 6 آب/أغسطس 2023 عن موقع فيسبوك

ملف ترسيم الحدود البحريّة بين العراق والكويت

ويأتي انتشار هذا الفيديو في ظلّ حالة من التعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على خلفيّة المباحثات بين البلدين لترسيم الحدود البحريّة. وتتّهم الكثير من المنشورات السلطات العراقية بالتفريط و"بيع الأراضي" وصولاً إلى "الخيانة".

لكنّ السلطات في بغداد تنفي ما يُنسب لها.

وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقاه مكتب وكالة فرانس برس في بغداد الخميس إن الحدود البريَّة لم ولن يتطرَّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسميّاً"، فيما وصف متحدث باسم الحكومة الاتّهامات الموجّهة للسلطات بأنها "ابتزاز سياسيّ (..) من كُتل وأحزاب مختلفة".

قبل ذلك بأيّام، أكّد العراق والكويت التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية.

وأعرب مسؤولون عراقيون في الماضي عن استعدادهم للاعتراف بالحدود البرية مع الكويت، لكن الحدود البحرية لا تزال تشكّل نقطة خلاف بينهما، إذ إن بغداد تريد أن يضمن لها ترسيم الحدود القدرة على الوصول إلى بحر الخليج، الذي تحتاج إليه اقتصادياً ولصادراتها النفطية.

ولا يزال الملف عالقاً منذ سنوات، ويصادر خفر السواحل الكويتيون أحياناً مراكب صيادين عراقيين أو يوقفونهم، لدخولهم بشكل غير قانوني في المياه الإقليمية الكويتية.

فيديو قديم

إلا أنّ الفيديو لا علاقة له بكلّ ذلك.

فالتفتيش عنه يرشد إليه منشوراً قبل أكثر من عام على موقع فيسبوك، ومن زوايا أخرى على موقع يوتيوب.

ولم يتسنّ لفريق تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تحديد ملابسات الفيديو إلا أنّ مجرّد نشره قبل عام ينفي أن يكون له صلة بالمفاوضات الحدودية الأخيرة بين العراق والكويت وما أثارته من ردود فعل.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا