هذا الفيديو لا يُظهر احتجاجات على الحدود العراقية الكويتية في الأيام الماضية بل هو منشور قبل سنوات على أنّه من إيران

في ظلّ الانتقادات الموجّهة على مواقع التواصل لتعامل السلطات العراقيّة مع قضية ترسيم الحدود مع الكويت، واتّهامها بالتقصير أو التفريط في هذا الملفّ، تداولت صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وتويتر فيديو قالت إنّه يُظهر احتجاجات في منطقة عراقية حدوديّة تخللها إطلاق النار باتجاه الكويت. لكن هذا الفيديو في الحقيقة منشور في العام 2019 على أنّه مصوّر في إيران في ظلّ ارتفاع أسعار الوقود هناك آنذاك.

يُصوّر الفيديو ما يبدو أنّها تظاهرة ليليّة، ثم يظهر وميض إطلاق نار في السماء.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يصوّر تظاهرة ليليّة في مدينة أم قصر على الحدود العراقيّة مع الكويت، وذهبت تعليقات للحديث عن أن إطلاق النار كان باتّجاه الأراضي الكويتيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثاني من آب/أغسطس 2023 من موقع تويتر

ويأتي ظهور هذا الفيديو بهذه السياق في ظلّ حالة من التعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على خلفيّة المباحثات بين البلدين لترسيم الحدود. وتتّهم الكثير من المنشورات السلطات العراقية بالتفريط وصولاً إلى "الخيانة".

وفي هذا السياق، دعا محافظ البصرة أسعد العيداني إلى الكفّ عما اعتبره توظيفاً سياسياً للقضيّة والكفّ عن الاتهام بالخيانة، قائلاً إن السلطات لن تتخلّى عن أراض لمصلحة الكويت.

وقبل أيّام، أكّد العراق والكويت التزامهما بإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين خلال زيارة للوزير الكويتي إلى بغداد الأحد.

وحددت الأمم المتحدة في العام 1993 الحدود البحرية والبرية بين البلدين، إثر غزو العراق للكويت في العام 1990.

وأعرب مسؤولون عراقيون في الماضي عن استعدادهم للاعتراف بالحدود البريّة مع الكويت، لكن الحدود البحرية لا تزال تشكّل نقطة خلاف بينهما، إذ إن بغداد تريد أن يضمن لها ترسيم الحدود القدرة على الوصول إلى بحر الخليج، الذي تحتاج إليه اقتصادياً ولصادراتها النفطية.

في ظلّ هذا الواقع وهذا الجدل، ظهر الفيديو الذي قيل إنّه يصوّر تظاهرة ليليلة في العراق وإطلاق نار باتجاه الحدود مع الكويت.

حقيقة الفيديو

لكن هذا الادّعاء غير صحيح.

فقد أرشد التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على مواقع التواصل أنّه منشور قبل سنوات، ما ينفي أن يكون لتظاهرة حديثة مثلما ادّعت المنشورات.

وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، نُشر هذا الفيديو أول الأمر في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2019 على صفحات إيرانيّة.

وأرفق الفيديو بتعليقات تقول إنّه يُصوّر احتجاجات في إيران على ارتفاع أسعار المحروقات، ولم يتسنّ الثتبّت من ملابساته.

View this post on Instagram

A post shared by Iranegrqm (@iranegram)

ونُشر الفيديو آنذاك في ظلّ اندلاع تظاهرات في إيران بعد إعلان الحكومة تعديل نظام دعم أسعار البنزين الذي تستفيد منه الأسر الفقيرة، بالتزامن مع رفع كبير للأسعار، في ظلّ أزمة اقتصادية حادّة.

وامتدت التظاهرات سريعاً إلى 40 مدينة ومنطقة، بينها طهران، أحرقت خلالها محطات للوقود وهوجمت مراكز للشرطة ومجمعات تجارية ومساجد ومبان عامة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا