هذا الفيديو لا يُظهر احتراق مكتبة في فرنسا بل هو مصوّر في الفليبين

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يُظهر احتراق مكتبة في فرنسا في سياق أعمال الشغب عقب مقتل شاب برصاص شرطيّ أواخر الشهر الماضي. لكن الادّعاء خطأ، والفيديو - الذي سبق أن نُشر في سياقات مضلّلة أخرى - يُظهر في الحقيقة احتراق مكتب للبريد في الفليبين.

يظهر في الفيديو المصوّر من الجو مبنى يحترق.

وعلّق الناشرون بالقول "لحظة إحراق أكبر مكتبة في مرسيليا".

وأشارت صفحات أن المشاهد هي لمكتبة الكازار التي تعدّ أكبر مكتبة في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تموز/يوليو 2023 عن موقع تويتر

حظي الفيديو بآلاف المشاركات بلغات عدّة حول العالم، وجاء انتشاره فيما شهدت فرنسا احتجاجات وأعمال شغب وتخريب على خلفية مقتل الشاب نائل م. (17 عاماً) خلال تفتيش مروري في ضاحية نانتيرغرب باريس أواخر الشهر الماضي.

وتمكّن صحافيو فرانس برس الذين عملوا على تغطية الاحتجاجات من توثيق الأضرار الناجمة عن الشغب وأعمال العنف، إلا أنّ كل الصور ومقاطع الفيديو الموثّقة لا تشبه ما يصوّره الفيديو المتداول. فما حقيقته؟

مشاهد من الفليبين

أرشد التفتيش عن الفيديو، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، إلى مقاطع مماثلة له منشورةً على وسائل إعلام دوليّة تتحدث عن حريق اندلع في مبنى مكتب البريد المركزي في مانيلا عاصمة الفلبين.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محليّة، فقد خلّف الحريق 18 جريحاً، واستغرق إطفاؤه ثلاثين ساعة، وقد فتحت السلطات تحقيقاً لمعرفة أسبابه.

ووزعت وكالة فرانس برس حينها صوراً وتقريراً مصوراً للمبنى خلال عمليات الإطفاء حيث يمكن التعرف بوضوح على معالمه التي تتطابق مع ما يظهر في الفيديو المضلل.

Image
رجال الإطفاء وهم يطفؤون حريقا في مبنى مكتب بريد مانيلا في 22 أيار/مايو 2023 ( AFP / Ted ALJIBE)

هل احترقت مكتبة في فرنسا؟

في 29 حزيران/يونيو 2023 تعرضت مكتبة الكازار في مدينة مرسيليا لهجوم لكنه لم يتجاوز واجهتها، وأعيد فتحها في الرابع من تموز/يوليو الجاري.

وأكد المكتب الصحفي لرئيسة بلدية مرسيليا لوكالة فرانس برس أن مكتبة الكازار "تعرضت لأضرار ليلة 29-30 حزيران/يونيو في الواجهة والباب الأوتوماتيكي"، لكن "لم يتأذى أي كتاب" ولم يكن هناك حريق، بل مجرّد "قنابل دخان".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا