هذا الفيديو لا يُظهر قناصاً في فرنسا في ظلّ الاحتجاجات وأعمال الشغب الأخيرة

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل مقطعاً مصوّراً قيل إنّه يُظهر قنّاصة على أسطح المباني في فرنسا بالتزامن مع الاحتجاجات وأعمال الشغب عقب مقتل شاب برصاص شرطيّ في أواخر حزيران/يونيو الماضي. لكن هذا الفيديو في الحقيقة منشور قبل أكثر من عام ولا شأن له بالتالي بالاحتجاجات الحالية.

يظهر في الفيديو المتداول رجل يحمل قنّاصة ويُطلّ من مبنى مرتفع.

وجاء في التعليقات المرافقة "أصبح هناك قنّاصة على سطوح المباني في فرنسا".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 7 تموز/يوليو 2023 من موقع فيسبوك

وحصد الفيديو بهذا السياق مئات آلاف المشاهدات على مواقع التواصل باللغة العربية من فيسبوك وتويتر، كما سجّل انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل ومواقع إلكترونيّة بلغات عدّة حول العالم منها الألمانية والإنكليزيّة والإسبانيّة واليونانيّة.

وجاء تداول هذه المنشورات فيما شهدت فرنسا أعمال شغب طوال أسبوع كانت الأخطر منذ 2005 على خلفية قتل الشاب نائل م. (17 عاماً) خلال تفتيش مروري الأسبوع الماضي، ما أعاد تركيز الضوء على المشاكل العديدة التي تعانيها الضواحي والأحياء الشعبية الفقيرة في المدن الكبرى.

وخلال أسبوع الشغب الليلي، ألقت السلطات الفرنسية القبض على أكثر من 3500 شخص.

والخميس، مدّد القضاء الفرنسي حبس الشرطي الذي قتل نائل، وقال مصدر مطّلع على الملفّ لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنّ الشرطي الدرّاج البالغ 38 عاماً والموضوع في الحبس الاحتياطي منذ 29 حزيران/يونيو بعدما وجّهت إليه تهمة القتل العمد، مُدّدت فترة حبسه.

وليل الأربعاء الخميس سُجّل عدد قليل من أعمال الشغب في فرنسا بالمقارنة مع الليالي السابقة، إذ بلغ عدد الموقوفين 20 شخصاً والحرائق التي أُشعلت 81 حريقاً أو محاولة حريق.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بالاحتجاجات وأعمال الشغب الأخيرة في فرنسا، بل هو قديم.

فقد أرشد التفتيش عنه على محرّكات البحث أنّه منشور في آذار/مارس من العام 2022.

ونُشر الفيديو آنذاك ضمن مشاهد أخرى، وحدّد ناشره أنه مصوّر في منطقة في غرب العاصمة باريس.

Image
صورتان ملتقطتان من مقطعين نُشرا على موقع تويتر في 13 آذار/مارس 2022

وتمكّن صحافيو وكالة فرانس برس من تحديد الموقع بدقّة بالاستعانة بخرائط غوغل.

ولم يتسنّ معرفة الملابسات الدقيقة لتصوير هذا الفيديو، ولكن مجرّد نشره قبل أكثر من عام ينفي صلته بالاحتجاجات وأعمال الشغب الأخيرة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا