هذا الفيديو لا يُصوّر فرار عناصر من قوّات الدعم السّريع مع اشتداد القتال في السودان في الأيام الماضية بل هو منشور قبل أكثر من شهرين

مع احتدام المعارك في السودان بين الجيش وقوّات الدّعم السّريع، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل فيديو قيل إنّه يُظهر فرار عناصر من الدعم السريع. إلا أن هذا الفيديو منشور مرّات عدّة في الأسابيع الماضية اعتباراً من منتصف نيسان/أبريل الماضي.

يظهر في الفيديو رجل بلباس عسكريّ يركض. ويُسمع في الخلفية رجل يتحدّث عن هرب عناصر الدّعم السّريع.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر فرار عناصر هذه القوّات شبه النظامية "عقب اشتداد القتال" بعد نحو شهرين ونصف من المعارك مع الجيش.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 حزيران/يونيو 2023 من موقع فيسبوك

ويأتي ظهور هذه المنشورات في ظلّ احتدام المعارك بين الطرفين المتنازعين في السودان.

ففي دارفور في غرب السودان، اتّسع نطاق المعارك مُسفراً عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بحسب ما أفاد مصدر طبّي وكالة فرانس برس.

وفي الخرطوم، قتل ما لا يقل عن 14 شخصاً في معارك في محيط مقر قيادة الشرطة.

وأسفرت المعارك منذ اندلاعها عن مقتل 2800 شخص، وفق منظمة أكلد غير الحكومية كما نزح في الداخل أو لجأ الى الدول المجاورة 2,5 مليون سوداني، وفق الأمم المتحدة.

لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى بكثير لأن أياً من الطرفين المتحاربين لم يصدر بيانات رسمية حول خسائرهما والكثير من الجثث ما زالت منتشرة في شوارع الخرطوم أو دارفور في غرب البلاد عند الحدود مع تشاد حيث تدور أعنف المواجهات.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول ليس مصوّراً في الأيام الماضية عقب اشتداد القتال.

فقد كتب كثير من المتابعين في خانة التعليقات أن الفيديو يعود لأوّل أيام النزاع وليس في الأيام الماضية.

إثر ذلك، أظهر التفتيش عن مشاهد ثابتة منه على محرّكات البحث أنّه بالفعل منشور مرّات عدّة في الأسابيع الماضية، ما ينفي أن يكون مصوّراً في الأيام الماضية.

ونُشرت مشاهد من الفيديو على قناة "بلدنا" على موقع يوتيوب في السابع عشر من أيار/مايو الماضي، أي قبل نحو ستّة أسابيع.

ثم أظهر التعمّق في البحث أنه منشور على صفحات وحسابات مؤيّدة للجيش السوداني قبل ذلك بنحو شهر، وتحديداً في 16 نيسان/أبريل الماضي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 26 حزيران/يونيو 2023 من موقع فيسبوك

ولم يتسنّ لصحافيي وكالة فرانس برس التثبّت من الملابسات الدقيقة لهذا الفيديو الذي - على غرار مقاطع كثيرة - استُخدم مرّات عدّة وفي تواريخ مختلفة من النزاع الدامي المتواصل في السودان.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا