الأغنية التي تؤديها هذه المجموعة لا تتحدّث عن جعل الأطفال مثليين بل جعلهم "أكثر تسامحاً وعدلاً" مع الآخرين

ملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي حصدها فيديو قيل إنّه يُظهر مجموعة مثليّة أميركية تجاهر من خلال أغنيّة بأنّها تعمل على "تغيير الأطفال" و"إفسادهم"، مثيراً تعليقات تعبّر عن ذعر أو عن كراهية. لكن هذا الادّعاء مجتزأ، فالأغنية لا تدعو للتأثير على الميل الجنسي للأطفال - مثلما فهمها كثير من المعلّقين - بل تدعو لجعلهم أكثر تقبّلاً للآخرين وعدم التمييز بين الناس على أساس ميولهم الجنسيّة.

يظهر في الفيديو شابّ يتحّدث بالإنكليزية، مع وجود ترجمة عربيّة مكتوبة، ثم يعرض أغنيّة تؤدّيها مجموعة غنائيّة من كلماتها "تعتقدون أننا آثمون ..سنغيّر أطفالكم ولن تنتبهوا…".

ثم يقول الشاب معلقاً على ما في الأغنية "أي برهان آخر تحتاجون؟".

ونُشر الفيديو مرفقاً بتعليقات باللغة العربية مثل "فيديو خطير للغاية" مع اقتباس عبارات من الأغنية مثل "نحن نستهدف أطفالكم" و"سنحوّل أطفالكم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 22 حزيران/يونيو 2023 من موقع فيسبوك

وحصد الفيديو بهذا السياق أكثر من مليونين و200 ألف مشاهدة من هذه الصفحة وحدها على موقع فيسبوك، كما انتشر أيضاً على موقع تويتر.

وتراوحت التعليقات على هذه المنشورات بين الذّعر ممّا جاء في المنشور، وبين التعبير بكراهية عن المثليين.

وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، انتشر هذا الفيديو على نطاق واسع في حزيران/يونيو الجاري، بالتزامن مع مسيرات "الفخر" التي يُنظّمها المثليّون وأنشطة الدّعم لحقوقهم التي تجري حول العالم في هذا الشهر من كلّ سنة.

وفي هذا السياق، ظهرت ادّعاءات ذات صلة على مواقع التواصل، تبيّن أن عدداً منها غير صحيح، مثل المنشور عن رفع أعلام المثليين في الأمم المتّحدة أو الصورة المركّبة للبابا فرنسيس مرتدياً علم قوس قزح.

حقيقة الفيديو

أما ما جاء عن الفيديو المتداول حول الأغنية التي يؤديها مثليون أميركيون، فهو مجتزأ ومقتطع من السياق.

يصوّر الفيديو مجموعة غنائية من المثليين في الولايات المتحدة تطلق على نفسها اسم "جوقة الرجال المثليين في سان فرانسيسكو".

وبالبحث في قناة هذه الجوقة على يوتيوب يمكن العثور على الفيديو الأصلي لهذه الأغنية.

وقد نُشر الفيديو في الأوّل من تمّوز/يوليو من العام 2021، بعنوان "+رسالة من مجتمع المثليين+ تؤدّيها جوقة الرجال المثليين في سان فرانسيسكو".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من قناة "جوقة الرجال المثليين في سان فرانسيسكو" على موقع يوتيوب

وتُعرف الجوقة عن نفسها بأنّها تهدف إلى "مكافحة التمييز والتعصّب ضدّ كلّ الناس".

وتقول كلمات الأغنية "تظنّون أننا آثمون، تحاربون حقوقنا .. تظُنّون أننا سنُفسد أطفالكم، صحيح، معكم حقّ، سنُغيّر أطفالكم شيئاً فشيئاً، ولن تلاحظوا ذلك".

لكن الكلمات التالية سرعان ما توضح "التغيير" المقصود: "سنحوّل أطفالكم، سنجعلهم أكثر تسامحاً وأكثر عدلاً" منكم.

ثم يضيف مغنّ آخر "أولاً، لا أعرف لم تخافون من أن نجعل أطفالكم أكثر تقبلاً واحتضاناً للآخرين".

وتضيف الأغنية أيضاً "سنغيّر أطفالكم، ينبغي أن يتعلّموا ألا يكرهوا أحداً".

ولم يقتصر اتّهام الفرقة بمحاولة تغيير الميول الجنسيّة للأطفال على مواقع التواصل العربيّة، فقد تعرّضت الفرقة لهجوم واسع على مواقع التواصل في الولايات المتّحدة وفي بعض المؤسسات الإعلاميّة من "اليمين المتطرّف" الذين "أخرجوا كلمات الأغنية عن سياقها لتأييد رواياتهم وتوجّهاتهم ذات الكراهية وعدم التسامح مع الآخرين"، بحسب ما جاء في بيان للفرقة نُشر على موقع تويتر.

وتأتي هذه الأغنية في سياق الردّ على اتّهامات للمثليّين وداعميهم بأنّهم يسعون لتغيير الميول الجنسيّة للشباب والأطفال، وهو ما تنفيه هذه الأغنية بتركيزها على أنّ التغيير المقصود ليس تغيير الميل الجنسيّ لأحد، بل تقبّل الآخرين بصرف النظر عن ميولهم الجنسيّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا