هذه المشاهد لا تُظهر إلقاء الجيش السوداني القبض على قنّاصة بل هي من تدريبات تعود لما قبل اندلاع النزاع الأخير

يظهر في الصورة الأولى رجل بلباس مدنيّ ممدّد على الأرض قرب نافذة وعلى مقربة منه جندي، وفي الثاني ثلاثة جنود يصوّبون أسلحتهم على رجل قرب نافذة أيضاً، وفي الثالثة جندي يقتاد رجلاً.

وجاء في التعليقات المرافقة أن هذه المشاهد تُظهر "القبض على قناّصين مرتزقة من قبل القوّات الخاصّة".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 18 حزيران/يونيو2023 من موقع فيسبوك

ويأتي تداول هذه المنشورات في الأيام الماضية فيما تتواصل المعارك منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدّعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

ويأتي تداول هذه المنشورات أيضًا فيما تحدّث سكّان في الخرطوم لوكالة فرانس برس في الآونة الأخيرة عن وجود قنّاصة على أسطح المباني.

وقبل نحو شهر، تحدّث مسؤول في منظّمة هيومن رايتس ووتش لوكالة فرانس برس عن تقارير "بأن قناصة يطلقون النار على أي شخص يخرج من بيته".

حقيقة الصور

لكن الصّور المتداولة، والتي قيل إّنها تُظهر إلقاء الجيش القبض على قنّاصة، ليست كذلك.

فبمراجعة خانة التعليقات، يظهر أن عدداً من المستخدمين شكّكوا في ما قيل عن هذه الصور، وقالوا إنّها من تدريبات قديمة للقوات الخاصّة في الجيش تعود لما قبل اندلاع النزاع الأخير.

إثر ذلك، أرشد التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاح "تدريب القوات الخاصّة السودانيّة" إلى عدد من المقاطع المصوّرة من بينها مقاطع تحمل شعاراً في أعلى يسار الشاشة مثل الشعار الموجود على الصورتين المتداولتين الأولى والثانية.

وبالفعل، يمكن العثور على الصورتين الأولى والثانية اعتباراً من الثانية الخامسة والخمسين من هذا الفيديو الذي نشرته صفحة باسم القوات الخاصة السودانيّة على موقع فيسبوك بعنوان "تدريبات القوات الخاصة".

وقد نُشر هذا الفيديو في الرابع عشر من آذار/مارس، أي قبل النزاع بشهر.

Image

صورة ملتقطة من فيديو نُشر على صفحة "القوات الخاصة السودانية" في آذار/مارس 2023

أما الصورة الثالثة التي تُظهر جنديًا يقتاد رجلاً، فقد تبيّن أنّها موجودة في الثانية 25 بعد الدقيقة الثانية من هذا الفيديو الذي نُشر على الصفحة نفسها، في الرابع عشر من نيسان/أبريل، قبل يوم من اندلاع المعارك.

Image

صورة من فيديو منشور على صفحة "القوات الخاصة السودانية" على فيسبوك في 14 نيسان/أبريل الماضي

وسبق في الأسابيع الماضية أن استُخدمت مشاهد من تدريبات قديمة للجيش السوداني للقول إنّها مصوّرة في المعارك الأخيرة أو أثناءها، وقد أصدرت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس تقارير حول بعضها.