هذه التظاهرة للبنانيين في باريس ليست ضدّ اللاجئين السوريين في لبنان بل ضدّ الطبقة السياسية اللبنانيّة

تزامناً مع عمليات ترحيل لاجئين سوريين من لبنان إلى سوريا خلال الأسابيع الماضية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها للبنانيين يتظاهرون في العاصمة الفرنسيّة للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالصورة في الحقيقة هي لتظاهرة نفّذها لبنانيون في باريس عام 2019 ضدّ الطبقة السياسيّة الحاكمة في لبنان.

يظهر في الصورة أشخاص يحملون علماً لبنانياً ضخماً أمام برج إيفل في باريس.

وجاء في التعليقات المرافقة "لبنانيون يتظاهرون في باريس للمطالبة بترحيل اللاجئين السوريين من لبنان".

وقد عاد هذا الحساب الناشر لهذا الخبر وحذف المنشور.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع من أيار/مايو 2023 من موقع فيسبوك

ترحيل لاجئين سوريين من لبنان

انتشرت هذه الصورة بهذه الصيغة حاصدة عشرات المشاركات على فيسبوك وتويتر، بالتزامن مع تنفيذ الجيش اللبناني خلال الأسابيع القليلة الماضية حملات مداهمة واسعة لتوقيف سوريين لا يملكون إقامات أو أوراق ثبوتية، ما أسفر عن توقيف نحو 450 شخصاً، تمّ ترحيل أكثر من ستّين منهم إلى سوريا، وفق ما أفاد مصدر في منظمة إنسانية مطلع على ملفّ اللاجئين.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أخيراً، في تصريح لوكالة فرانس برس، إلى ارتفاع في عدد المداهمات في مناطق يقطن فيها لاجئون سوريون في منطقتي جبل لبنان والشمال، بينها 13 مداهمة على الأقل في شهر نيسان/أبريل.

ومنذ استعادة الجيش السوري السيطرة على الجزء الأكبر من مساحة البلاد، تمارس بعض الدول من بينها لبنان، ضغوطاً لترحيل اللاجئين من أراضيها بحجة تراجع حدّة المعارك.

تظاهرة ضدّ الطبقة السياسية اللبنانية عام 2019

إلا أن الادعاء بأن الصورة للبنانيين يتظاهرون حديثاً في باريس غير صحيح.

فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث أنها منشورة منذ سنوات في العام 2019 على مواقع إخباريّة محليّة وأجنبية عدّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع من أيار/مايو 2023

والتقط مصوّرو وكالة فرانس برس صوراً مشابهة للبنانيين يتظاهرون في باريس في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.

Image
( AFP / FRANCOIS GUILLOT)
Image
( AFP / FRANCOIS GUILLOT)

 

 

وآنذاك، تظاهر اللبنانيون المقيمون في فرنسا ودول أخرى تضامناً مع احتجاجات شعبية غير مسبوقة بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ضد مكوّنات الطبقة السياسية اللبنانيّة برمتها، ترافقت مع أزمات متتالية من انهيار اقتصادي إلى انتشار وباء كوفيد-19 وصولاً إلى انفجار دام ومدمّر هزّ بيروت.

وسبق لصحيفة النهار اللبنانية أن أصدرت تحقيقاً حول الصورة المتداولة.

19 مايو 2023 إضافة: حذف صاحب المنشور للصورة

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا