هذا الفيديو يعود لبيان تلاه قائد قوات الدعم السريع في السودان عام 2021 وليس قبل الاشتباكات الأخيرة

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه بيانٌ أدلى به قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" عشيّة اندلاع الاشتباكات بين قواته والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة يعود لخطابٍ أدلى به حميدتي عام 2021 بعد حلّ مجلس السيادة والحكومة المدنية التي كان يرأسها عبدالله حمدوك.

يظهر في الفيديو قائد قوات الدعم السريع وهو يتلو بياناً رسمياً، بعض مما جاء فيه "بعد فشل محاولات الإصلاح بسبب تحكم فئة قليلة بزمام الأمور في البلاد وانشغالها بالصراع على السلطة...نؤكد لجماهير شعبنا التزامنا الصارم بالتحوّل الديمقراطي..."

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 1 أيّار/مايو 2023 عن موقع فيسبوك

وأشارت التعليقات المرافقة للمقطع أنّه يعود لبيانٍ تلاه دقلو عشية اندلاع الاشتباكات بين قوات الدعم السريع التي يقودها والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان في 15 نيسان/أبريل 2023.

وحصد الفيديو مئات آلاف المشاهدات من صفحات عدّة في مواقع التواصل الاجتماعي مع احتدام المعارك في السودان.

وقد عصفت بالخرطوم غارات جوية وإطلاق نار وانفجارات الاثنين على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن السودان بات على شفا "كارثة" إنسانية صحية.

ويبدو أن كل محاولات الحلّ تصطدم بصراع النفوذ الشخصي بين البرهان ودقلو المعروف بحميدتي، واللذين أطاحا معاً عام 2021 بشركائهما المدنيين بعدما تقاسما السلطة معهم منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير عام 2019.

فيديو قديم

إلا أنّ الخطاب يعود لسنوات ماضية ولا علاقة له بما يحصل حالياً.

فقد أرشد البحث في محرّك غوغل باستخدام عبارات من الخطاب مثل "نؤكد لجماهير شعبنا التزامنا الصارم بالتحول الديمقراطي" إلى مقالات منشورة في مواقع إخباريّة عدّة قبل قرابة سنتين.

وتضمّنت هذه المقالات رابطاً نحو الصفحة الرسميّة لمحمد حمدان دقلو "حميدتي" في موقع فيسبوك حيث بثّ الخطاب في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ما ينفي صلته بما يحدث حالياً.

عمّ كان يتكلّم دقلو؟

قبل هذا الخطاب بأسبوعين، في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/أكتوبر 2021 ، انقلب عبد الفتاح البرهان على شركائه المدنيين وأعلن حال الطوارئ في البلاد وحلّ كلاّ من مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وغيرها من المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مساراً ديموقراطياً نحو الوصول إلى انتخابات وحكم مدني.

وشكّل البرهان مجلس سيادة انتقالياً جديداً استبعد منه أربعة ممثلين لقوى الحرية والتغيير، التحالف المدني المنبثق من الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير عام 2019.

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيساً للمجلس كما احتفظ الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوة الدعم السريع، بموقعه نائباً لرئيس المجلس.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا