هذه المشاهد لا تُظهر تعزيزات جديدة لقوّات الدّعم السّريع في السودان بل هي قديمة

في ظلّ الحديث في مواقع إخباريّة وعلى مواقع التواصل عن استقدام طرفي النّزاع في السودان تعزيزات عسكريّة لمواصلة القتال، تداولت صفحات على موقع فيسبوك فيديو قيل إنّه يُظهر آليات لقوّات الدّعم السّريع تستعدّ للمشاركة في القتال. لكن هذه المشاهد قديمة.

يتألّف الفيديو من مشاهد عدّة، أوّلها من يبدو أنّه مسؤول في قوّات الدعم السريع يلقي خطابًا حماسياً أمام جمهور ومن خلفه لافتة عليها صورة لقائد هذه القوات محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ثمّ يظهر في مشاهد أخرى "حميدتي" نفسه على آلية، وفي مشاهد ثالثة رتل من الآليات العسكريّة في منطقة يكسوها العشب الأخضر.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر وصول قوّات الدّعم السريع إلى منطقة لم تُحدّد.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 27 نيسان/أبريل 2023 من موقع فيسبوك

ويأتي نشر هذا الفيديو في هذا السياق في الوقت الذي تحدّثت مواقع إخباريّة وصفحات وحسابات على مواقع التواصل عن استقدام الجيش السوداني وقوّات الدّعم السّريع تعزيزات إلى مناطق الاشتباكات ولاسيّما الخرطوم.

واستمرّت المواجهات في الخرطوم بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مع تحليق طائرات مقاتلة تابعة للجيش، حسبما أفاد شهود وكالة فرانس برس.

حقيقة الفيديو

لكن المشاهد الظاهرة في الفيديو المتداول قديمة ولا شأن لها بكلّ ذلك، بل هي تعود إلى ما قبل اندلاع هذا النزاع العنيف في منتصف نيسان/أبريل الجاري.

فالمشاهد التي تُظهر من يبدو أنّه مسؤول في قوّات الدعم السريع يلقي خطاباً موجودة في هذا الفيديو المنشور على حساب يحمل اسم قوّات الدّعم السريّع على تيك توك في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

والمشاهد التي تظهر "حميدتي" على آليّة عسكريّة، موجودة في الجزء الثاني من هذا الفيديو نفسه.

أما المشاهد التي تُظهر رتلاً من الآليات العسكريّة في منطقة يكسوها العشب، فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها موجودة ضمن هذا الفيديو المنشور هو أيضاً على تيك توك في وقت سابق، وتحديدأً في كانون الثاني/يناير الماضي.

وأرشد التعمّق بالبحث إلى وجود فيديو آخر مشابه، ولكن مصوّر من زاوية أخرى. وقد نُشر على موقع يوتيوب في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.

وفيما لم يتسنّ لصحافيي فرانس برس تحديد ملابسات الفيديو بدقّة، قال ناشروه إنّه مصوّر على الحدود السودانيّة التشاديّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا