هذا الفيديو قديم ولا علاقة له بالأحداث الأخيرة في تونس

بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس التونسي قيس سعيّد عن المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، والتي وصفتها منظمات ونشطاء بأنها "عنصريّة"، انتشر على مواقع التواصل فيديو تحت عنوان "احتلال تونس" ادعى ناشروه أنه يُظهر أعمال شغب قام بها مهاجرون أفارقة حديثاً. إلا أن الادعاء غير صحيح، فالفيديو منشور منذ سنة على الأقلّ.

يظهر في الفيديو ما يبدو أنه احتجاج لأشخاص من ذوي البشرة السوداء بعضهم حاول مهاجمة سيارة تابعة للشرطة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السادس من آذار/مارس 2023 من موقع فيسبوك

وكُتب على الفيديو عبارة "احتلال تونس"، وذلك في ظلّ الأجواء المتوّترة في البلاد إزاء المهاجرين الأفارقة.

حصد الفيديو آلاف المشاهدات والتعليقات على فيسبوك.

تونس تعلن عن إجراءات "لفائدة" المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء

يأتي ظهور هذا الفيديو، وغيره الكثير من المنشورات المماثلة، في ظلّ تنامي خطاب التحريض والكراهية ضدّ المهاجرين الأفارقة، وذلك في أعقاب خطاب للرئيس قيس سعيّد في 21 شباط/فبراير الماضي.

وتحدّث الرئيس التونسي في الخطاب عن وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، قائلاً إنّ هذه الظاهرة تؤدّي إلى "عنف وجرائم"، وأنها جزء من "ترتيب إجرامي لتغيير التركيبة الديموغرافية" للبلاد.

ولقيت تصريحات سعيّد تنديداً واسعاً من منظمات دولية وتونسية اعتبرتها "عنصرية" و"تدعو للكراهية".

تسبب هذا الوضع المشحون في تدفق عشرات المهاجرين إلى سفاراتهم، ولا سيما لمقرّ سفارتي ساحل العاج ومالي اللتين سرعان ما استقبلتا مئات الطلبات للمغادرة الطوعية من تونس.

إزاء ذلك، أعلنت الرئاسة التونسيّة الأحد اتخاذ اجراءات لفائدة المهاجرين منها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة للطلبة من البلدان الإفريقية.

فيديو قديم

إلا أن الفيديو المتداول لا علاقة له بكل هذا.

فقد تعرّف عليه صحافيو وكالة فرانس برس في تونس، إذ سبق أن انتشر في آذار/مارس 2022. ولم يتسنَ لصحافيي فرانس برس تحديد ملابساته. ولكن مجرد نشره قبل أكثر من سنة ينفي أن يكون حديثاً ومربتطاً بالأحداث الأخيرة في تونس.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا