هذا الفيديو مصوّر سنة 2018 ويُظهر احتجاجاً على مقتل مهاجر من ساحل العاج في تونس

تزامناً مع القلق الذي بات يعيشه أفارقة جنوب الصحراء في تونس عقب حديث الرئيس قيس سعيّد عن وجوب اتّخاذ "إجراءات عاجلة" ضد الهجرة غير الشرعية، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يصور احتجاجات حديثة لهؤلاء المهاجرين في العاصمة التونسيّة. لكن هذا الفيديو مصوّر في الحقيقة عام 2018.

يظهر في الفيديو مجموعة من الأشخاص من ذوي البشرة السوداء وهم يتمشّون في شارع ويطلقون هتافات باللّغة الفرنسيّة.

وتوجّه أحدهم للكاميرا وهو يهتف " لنا الحقّ جميعاً في الأمان، أنت من ساحل العاج إذاً أنت إفريقي، أنت تونسي إذاً أنت إفريقي".

وعلّق ناشرون بالقول "الوافدون من الصحراء والساحل يرفعون شعار الإقامة استحقاق وليس امتيازاً.. كلنا أفارقة، في شارع الحبيب بورقيبة"، فيما وصفت صفحات ما يظهر في الفيديو بأنه "زحف" الأفارقة إلى العاصمة التونسيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 1 آذار/مارس 2023 من موقع فيسبوك

وحصد الفيديو مئات المشاهدات والتعليقات التي تدعو إلى ترحيل المهاجرين من جنوب الصحراء في وقت اتّخذ عدد منهم مقر سفارات بلدانهم في العاصمة تونس ملجأ للنوم داخلها أو أمامها إثر طردهم من منازلهم على إثر تصريحات الرئيس التي وصفتها منظّمات وناشطون بأنها "عنصريّة" و"فاشيّة".

وفي يوم الجمعة الماضي وصل عشرات الأشخاص إلى سفارة ساحل العاج في تونس، على أمل أن تنظم أبيدجان رحلات عودة في أسرع وقت ممكن، بعد سلسلة من عمليات التوقيف نفّذتها السلطات.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو ليس من احتجاجات حديثة لأفارقة جنوب الصحراء في تونس.

فقد أرشد البحث باستعمال عبارة "tu es tunisien tu es africain"، التي وردت في هتافات المحتجين وتعني "أنت تونسي إذاً أنت إفريقي"، إلى نفس المقطع منشوراً على فيسبوك بتاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2018.

وعلق ناشر الفيديو بالقول "أصدقاؤنا وإخوتنا الإيفواريين غاضبون، ومعهم حق، الآن من شارع الحبيب بورقيبة".

ماذا وقع في ذلك التاريخ؟

في الرابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2018 نفذ مئات من أفراد جالية ساحل العاج اعتصاماً في العاصمة التونسية احتجاجاً على مقتل رئيس جمعيّتهم في عمليّة سطو اعتبروا أنها "عنصرية".

وتجمع نحو ألف شخص أمام مقر سفارة ساحل العاج بالعاصمة تونس هاتفين "من أجل أن لا يتكرر هذا في تونس"، رافعين لافتات كتب عليها "من أجل هاتف بسيط يُقتل كوليبالي" و" سلام، عدالة وحرية" وسط تعزيزات أمنية، وفقاً لمراسل فرانس برس.

ونشرت حينها شبكة TV5MONDE على يوتيوب تقريراً مصوراً لهذه الاحتجاجات حيث يظهر نفس الشخص الذي كان يهتف في الفيديو المتداول.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا