هذا الفيديو لا يُظهر احتجاجاً حديثاً لمهاجرين أفارقة في تونس مثلما ادّعت منشورات مضلّلة على مواقع التواصل
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 27 فبراير 2023 الساعة 14:29
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في الفيديو مجموعة من الأشخاص ذوي بشرة سوداء وهم يهتفون بلغة غير واضحة.
وقال ناشرو الفيديو إنه يُظهر "استفزازات لمهاجرين أفارقة في تونس". فيما ذهبت بعض الصفحات للتّعليق على الفيديو بكونه يُظهر "احتفالات لمهاجرين أفارقة بتغيير اسم حي الخضراء إلى agogo"، في إشارة ساخرة إلى التواجد الكبير لهؤلاء المهاجرين في أحياء تونس.
وحي الخضراء هو حي شعبيّ يقع في العاصمة التونسيّة.
وحصد الفيديو مئات التفاعلات والتعليقات التي صدّقت أنه لتظاهرة "استفزازيّة"، فطالب المعلّقون بـ"تدخّل رئيس الدولة".
سعيّد يدعو إلى "إجراءات عاجلة" ضد الهجرة غير الشرعية
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن مساء الثلاثاء الماضي عن "إجراءات عاجلة" ضدّ الهجرة غير الشرعية من دول جنوب الصحراء إلى تونس، مديناً وصول "جحافل من المهاجرين غير الشرعيين" و"مشروعاً إجرامياً لتغيير التركيبة السكانية" في البلاد.
ودان الاتحاد الإفريقي الجمعة هذه التصريحات داعياً الدول الأعضاء فيه إلى "الامتناع عن أي خطاب كراهية ذي طبيعة عنصرية من شأنه أن يؤذي الناس".
وتنديداً بخطاب قيس سعيّد، تظاهر مئات الأشخاص السبت في تونس العاصمة ضدّ العنصرية والخطاب "الفاشي" تجاه المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، مطالبين الرئيس بالاعتذار لهذه الجالية.
حقيقة الفيديو
لكن الفيديو قديم ولا شأن له بهذه الأحداث الأخيرة في تونس.
فالتفتيش عنه على محركات البحث، بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، يرشد إلى نسخة منشورة على يوتيوب سنة 2019 دون الإشارة إلى معلومات عن سياق الفيديو.
إلى ذلك، رجّح صحافيو وكالة فرانس برس في تونس أن يكون الفيديو لاحتجاج الجالية العاجيّة في تونس على إثر مقتل رئيس جمعيتهم في عملية سطو سنة 2018.
على ضوء ذلك، مكّن البحث بواسطة كلمات مفتاحية مثل "مظاهرة تونس ساحل العاج" من العثور على تقرير مصوّر منشور بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر من سنة 2018 على يوتيوب.
وجاء في حديث الأشخاص المستجوبين استنكارهم لمقتل فرد من جاليتهم في تونس والتضييق الذي يتعرضون له كمهاجرين.
وفي هذا التقرير يظهر نفس الشخص الذي بدا بسترة حمراء في الفيديو المتداول، ما يؤكد أنه صوّر خلال هذه التظاهرة الاحتجاجيّة قبل أربع سنوات.
وآنذاك، نفّذ مئات من أفراد جالية ساحل العاج اعتصاماً في العاصمة التونسية احتجاجاً على مقتل رئيس جمعيتهم في عملية سطو اعتبروا أنها "عنصرية".
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا