معبد أبو سمبل ( © Roger-Viollet)

ظاهرة تعامد الشمس مع وجه رمسيس الثاني لم تكن مرئيّة هذا العام بسبب الغيوم

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدّعي أنّ الشمس تعامدت هذا العام في الحادي والعشرين من شباط/فبراير على وجه رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير "في حدث فريد يتكرّر سنوياً" في التاريخ نفسه. لكنّ الغيوم هذا العام حجبت الشمس عن وجه التمثال الذي وُضع عن قصد في هذا المكان في المتحف بعد دراسات هندسيّة حتى تتعامد معه أشعّة الشمس في هذا التاريخ بالذات.

يضم المنشور ثلاث صور تظهر تمثال رمسيس الثاني داخل بهو المتحف المصري الكبيروأشعّة الشمس مسلّطة على وجهه. وعلّق ناشرو الصور بالقول إنّها ملتقطة في يوم الحادي والعشرين من شباط/فبراير 2023 وهو التاريخ الذي تتعامد فيه الشمس مع وجه هذا التمثال في ظاهرة سنويّة فريدة في المتحف المصري الكبير.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 شباط/فبراير 2023 عن موقع فيسبوك

وتفاعل كثيرون مع هذه المنشورات ولا سيّما على الصفحات المصريّة.

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير

في العام 2006، نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من باب الحديد في وسط القاهرة إلى مقرّه الحالي في المتحف المصريّ الكبير في الجيزة. وكان التمثال أولى القطع الأثريّة التي نُقلت إلى المتحف من بين آلاف القطع التي ستُعرض فيه عند افتتاحه.

وفي العام 2018، قامت وزارة الآثار بوضع التمثال في مكانه النهائي في البهو الرئيسي للمتحف ليكون أول ما يراه السائح لدى دخوله.

هل تعامد الشمس ظاهرة غريبة؟

وبحسب عيسى زيدان، وهو مدير عام الترميم ونقل الآثار في المتحف المصري الكبير، فإنّ اختيار موقع التمثال في البهو حُدّد بناء على دراسات هندسيّة دقيقة حتّى تتمّ عمليّة تعامد الشمس بتاريخين في السنة، الأوّل في الحادي والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر والثاني في الحادي والعشرين من شباط/فبراير وهو التاريخ الذي يشير إلى يوم تتويجه ملكاً.

وجرت التجارب على تلك الزاوية في العام 2019 بنجاح قبل أن يُعلن عنها في العام 2020.

ومنذ ذلك الحين، وفي هذا التاريخ تتعامد الشمس مع وجه رمسيس الثاني في التوقيت نفسه في هذا المتحف الذي حاول محاكاة نفس الظاهرة التي تسجّل سنوياً في معبد أبو سمبل في أسوان جنوب مصر حيث يتواجد تمثال آخر لرمسيس الثاني بناه المصريون القدماء.

ولكن هل ظهر تعامد الشمس مع وجه التمثال هذا العام؟

في الحادي والعشرين من شباط/فبراير 2023، لم يظهر تعامد الشمس مع وجه التمثال في المتحف المصري القديم، مع أنّ الحدث كان مرتقباً.

وبحسب عيسى زيدان فإن هذه "الظاهرة الطبيعيّة جداً" لم تظهر هذا العام ويعود السبب في ذلك إلى "الغيوم التي حجبت أشعّة الشمس عن وجه التمثال هذه المرّة".

ويؤيّد حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، ما قاله زيدان، مؤكدًا أن "الغيوم هي ما منع الناس من مشاهدة وصول أشعة الشمس لوجه الملك"، معتبرًا أن الظاهرة نفسها تحدث بنجاح مرّتين في السنة منذ نقل التمثال إلى بهو المتحف.

ما حقيقة الصور إذاً

أما صور المنشور فقديمة ولم تلتقط هذا العام.

فقد أظهر التفتيش عنها على محركات البحث أنها منشورة على الصفحة الرسميّة للمتحف في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2022 مرفقة بتعليق جاء فيه "للعام الرابع على التوالي، وفي صباح يوم ٢١ أكتوبر، موعدنا مع رؤية شعاع الشمس يشرق من جديد، متعامدًا على وجه تمثال رمسيس الثاني".

كما كتب في التعليق أن إدارة المتحف تتطلّع بعد افتتاحه إلى تنظيم "فعاليات في المكان في التاريخين اللذين تتعامد فيهما أشعّة الشمس مع وجه التمثال.. لتنشيط السياحة".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا