الفيديو المتداول على أنه لتوقيف رجل أعمال تونسي في الأيام الماضية هو في الحقيقة مشهد تمثيليّ

عقب شنّ السلطات التونسيّة قبل أيّام حملة اعتقالات طالت سياسيّين معارضين ورجال أعمال، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل ولا سيّما في تونس فيديو قيل إنُه يوثّق أحد هذه التوقيفات. لكن ما يظهر في هذا الفيديو لا شأن له بذلك، بل هو مشهد تمثيليّ.

يظهر في الفيديو المتداول منذ الحادي عشر من شباط/فبراير الجاري، رجلان بلباس مدنيّ يقتادان رجلاً ممّا يبدو أنه فندق أو منشأة إلى ما يبدو أنها سيّارة شرطة، فيما يعمد عدد من الأشخاص لتصوير ما يجري بهواتفهم.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذا الفيديو على مواقع التواصل أنه يُظهر توقيف "حيتان فاسدة" أو رجال أعمال، فيما ذهبت منشورات لتعيين اسم رجل الأعمال المزعوم الظاهر في الفيديو.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 15 شباط/فبراير 2023 من موقع فيسبوك

ويأتي ظهور هذه المنشورات عقب توقيف السلطات التونسيّة عدداً من السياسيين المعارضين ورجال الأعمال وإعلاميًا من دون تهم واضحة، ما يُنذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصاديّة وسياسيّة منذ قرار الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في العام 2021.

بدأت حملة الاعتقالات نهاية الأسبوع الفائت بتوقيف رجل الأعمال كمال اللطيف، صاحب النفوذ الكبير في الأوساط السياسية والذي بقي لفترة طويلة مقرباً جداً من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، إضافة إلى ناشطَين سياسيَّين وقاضيين معزولين.

وتتزامن حملة الاعتقالات مع سعي الرئيس قيس سعيّد إلى وضع حجر الأساس لنظامه الرئاسي، والذي تميّز بمقاطعة كبيرة من قبل الناخبين.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بذلك.

فتقطيعه إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها على محرّك غوغل أرشد إلى موقع تونسي ذكر أن هذا المشهد في الحقيقة مقتطع من أغنية مصوّرة بعنوان "نحكي بجدي" لمغني راب تونسي اسمه سي المهف.

وبالبحث في قناة يوتيوب تحمل اسمه "سي المهف" أمكن بالفعل العثور على التسجيل المصوّر لأغنية "نحكي بجدي"، ويمكن العثور على المشاهد نفسها ابتداءً من الدقيقة 2,14.

ونشر الفيديو على موقع يوتيوب في العام 2020.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا