هذه الصورة لا تُظهر قتلى إطلاق النار الجمعة أمام كنيس في القدس الشرقيّة المحتلّة بل هي منشورة قبل عامين

بعد وقت قصير على إطلاق النار الذي أوقع سبعة قتلى خارج كنيس يهوديّ بحيّ استيطانيّ في القدس الشرقيّة المحتلّة مساء الجمعة، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر عدداً من جثامين القتلى في مستشفى. لكن هذا الادّعاء خطأ، فالصورة منشورة في العام 2021 على أنها لضحايا حادث تدافع كبير وقع خلال احتفال ديني شارك فيه عشرات آلاف اليهود المتشددين في الجليل.

تظهر في الصورة جثامين ملفوفة بقماش أبيض إلى جانب عدد من الأشخاص بينهم مسعفون يرتدون بزّات عليها كتابات عبريّة.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذه الصورة أنها تُظهر "قتلى عمليّة القدس".

Image

وحصدت الصورة بهذا السياق مئات المشاركات وعشرات آلاف التفاعلات على موقعيّ فيسبوك وتويتر بعد وقت وجيز على نشرها مساء الجمعة، مع تردّد الأنباء الأوليّة عن إطلاق الرصاص الذي وقع في حيّ (نيفي يعقوب) النبيّ يعقوب الاستيطاني في القدس الشرقيّة التي احتلتّها إسرائيل وضمّتها عام 1967.

وقالت الشرطة الإسرائيليّة في بيان مساء الجمعة "وصل إرهابيّ إلى كنيس يهودي في حيّ نيفي يعقوب في القدس وأطلق النار على عدد من الأشخاص في الموقع".

وأكّد متحدّث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس أنّ "سبعة أشخاص قُتلوا" في إطلاق النار.

وأعلنت الشرطة مقتل المنفّذ، قائلة إنّه شابّ من القدس الشرقيّة يبلغ 21 عامًا. ونشرت الشرطة صورة لسيّارة تويوتا بيضاء قد اخترقها الرصاص من الأمام قالت إنّها للمهاجم الذي أردته عند محاولته الفرار من المكان.

وأفادت خدمة الإسعاف "نجمة داود الحمراء" بأنّ عدد قتلى وجرحى إطلاق النار بلغ عشرة أشخاص، بينهم رجل يبلغ 70 عامًا وصبي يبلغ 14 عامًا.

وجاء إطلاق الرصاص غداة مقتل تسعة فلسطينيين الخميس في ما وصفته إسرائيل بأنّه عمليّة "لمكافحة الإرهاب" في مخيّم جنين للاجئين في الضفّة الغربيّة.

حقيقة الصورة

لكن الصورة المتداولة على مواقع التواصل لا شأن لها بذلك.

فقد أرشد التفتيش عنها على محرّكات البحث أنها منشورة في العام 2021، ما ينفي أن تكون حديثة.

Image
صورة نشرها موقع "ستيب فيديوغراف" في 30 نيسان/أبريل 2021

وقالت المواقع الإخباريّة العربيّة والأجنبيّة الناشرة للصورة آنذاك إنها تُظهر ضحايا حادث تدافع أثناء إحياء مناسبة دينيّة يهوديّة في منطقة الجليل في آخر نيسان/أبريل من ذاك العام.

وآنذاك، وقع حادث تدافع كبير أثناء زيارة حجّ سنويّة إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي في جبل ميرون (الجرمق) على مقربة من مدينة صفد، أسفر عن مقتل 45 شخصاً من بينهم أطفال، بحسب وزارة الصحّة الإسرائيليّة.

ويؤمّ اليهود هذا المقام سنوياً بمناسبة عيد "لاغ بعومر" الذي يحتفلون فيه بذكرى انتهاء وباء فتّاك تفشّى بين طلاب مدرسة تلمودية في زمن الحاخام الذي عاش في القرن الثاني الميلادي والذي يُنسب إليه كتاب الزوهار، أهم كتب التصوّف اليهودي.

28 يناير 2023 إضافة خلفيّات عن حادثة التدافع ورابط للخبر

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا