مكتبة الإسكندرية الجديدة في 24 حزيران/يونيو 2019 ( AFP / GIUSEPPE CACACE)

المنشورات المتداولة عن تحويل "دار المعارف" المصريّة إلى متجر أدوات كهربائية غير صحيحة

تداولت صفحات وحسابات مصريّة على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مرفقاً بصورة يدّعي أن دار المعارف - إحدى أعرق دور النشر في مصر والعالم العربي - أضافت إلى نشاطها بيع الأدوات الكهربائيّة المنزليّة بالتقسيط، وهو ما وُصف بأنّه مؤشّر على "الانحدار". لكن هذا الادّعاء غير صحيح أما الصورة المرفقة فهي مُجتزأة، وهي تُظهر في الحقيقة قسم بيع الأدوات المكتبيّة في الدار وليس الأدوات الكهربائيّة المنزليّة.

يدّعي كاتب المنشور أنه زار مكتبة دار المعارف في وسط القاهرة، حيث تبيّن له أنها أضافت قسماً لبيع الأدوات الكهربائيّة المنزليّة، وأنه لمّا استفسر من القيّمين على المكتبة قيل له "نعم نحن نبيع الآن أدوات كهربائية وبالتقسيط".

وأضاف المنشور "أقدم دار نشر مصريّة وعربيّة .. صار فيها قسم كماليات وأجهزة كهربائيّة، هل ترون مستوى الانحدار؟".

Image

حصد هذا المنشور آلاف المشاركات وعشرات آلاف التعليقات في بضع ساعات بعد البدء بتداوله، ولاسيما لكون دار المعارف واحدة من أقدم دور النشر في مصر والعالم وأعرقها. وقد طبعت منشوراتها التي تحمل رسم المنارة أجيالاً متعاقبة في مصر والعالم العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر.

ونشرت دار المعارف كتباً في مختلف فروع العلوم والآداب، وأصدرت على مدى عقود نشاطها لكتّاب ذوي توجّهات مختلفة من طه حسين عميد الأدب العربي إلى سيّد قطب أحد منظّري الإسلام السياسي.

ويأتي ظهور هذا المنشور في ظلّ أزمة اقتصاديّة في مصر بسبب نقص الموارد والاستثمارات الأجنبية مع تنامي الديون الخارجية.

وفي هذا السياق ظهرت شائعات كثيرة على مواقع التواصل حول إقفال شركات أو فروع لشركات أجنبية في مصر، وأخيراً هذه الشائعة عن تحويل كبرى دور النشر المصريّة إلى متجر.

حقيقة الخبر

لكن ما قيل عن دار المعارف غير صحيح.

وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في القاهرة، فإن مكتبة دار المعارف في العاصمة المصريّة تخلو من أي قسم لبيع الأدوات الكهربائية المنزلية حتى مساء الأربعاء 28 كانون الأول/ديسمبر 2022، أي بعد ظهور المنشور المضلّل.

وقال مسؤول في دار المعارف لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس "لا يوجد أي تغيير في عملنا".

أما ما يظهر في الصورة المتداولة، فهو قسم لبيع الأدوات المستخدمة في المكتبات والمكاتب مثل آلات تقطيع الورق والأقلام والخزائن المكتبيّة، وفقاً لصحافيي فرانس برس، وليس للأدوات الكهربائية المنزليّة مثلما توحي المنشورات المضلّلة.

وأضاف المسؤول في دار المعارف الذي فضّل عدم ذكر اسمه "هذه ليست أدوات منزلية وكهربائية كما تدعي المنشورات، لكنها أدوات مكتبية، وهذا الأمر يحدث منذ عدة سنوات وليس حديثًا".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا