صغير خلد الماء لا يشبه هذه الدمية لا من قريب ولا من بعيد وعالم الحيوان صنّفه حيواناً ثديياً

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنها لصغير خلد الماء مع معلومات قيل فيها إن هذا الحيوان لم يصنّفه العلم نظراً لخصائصه التي تجمع بين كلّ أنواع الحيوانات. إلا أنّ الادعاء خطأ فالصورة هي مجرّد عمل فنيّ أما خلد الماء فهو حيوان مصنّف ضمن الثدييّات.

يظهر في الصورة ما يبدو أنه حيوان صغير رماديّ اللون تحضنه يد إنسان. وادعى ناشرو الصورة أنها لصغير حيوان خلد الماء مضيفين أنّ هذا الحيوان لم يصنّفه العلم ولا يدخل ضمن أيّة مجموعة حيوانات نظراً لصفاته الكثيرة التي تشبه الطيور والأسماك والزواحف والثدييات على حدّ سواء.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عن موقع فيسبوك

صغير خلد الماء

لا يشبه هذا الحيوان صغير خلد الماء لا من قريب ولا من بعيد. فما الذي يظهر في الصورة؟.

Image
( AFP / GREG WOOD)

يظهر التفتيش عن الصورة أنها منشورة على موقع Artstation عبر حساب فنان يدعى فلاديمير ماتيتش كوريلجوف. ويقول الفنان في التعليق المرافق إنّه صمّم هذا الحيوان وطلاه وهو "أظرف ما صنعه".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 عن موقع Artstation

ونشر الفنان هذه الصورة عبر حسابه على إنستغرام وعاد ونشر صوراً لمنحوتات أخرى للحيوان موضّحاً أنه لم يستوح من أي كائن حقيقيّ هذا التصميم.

خلد الماء غير مصنّف؟

صحيح أنّ خلد الماء يجمع بين صفات أنواع حيوانيّة كثيرة فهو يضع البيوض كالطيور ويرضع صغاره كالثدييات طيلة ثلاثة أو أربعة أشهر. إلا أنّه يدخل ضمن مجموعة الثدييات الآكلة للحوم.

Image
( GETTY IMAGES ASIAPAC / MARK METCALFE)

وهذا الحيوان الذي يعيش في أستراليا له منقار كمنقار البطّ إلا أنّ ملمسه ناعم وتغطّيه آلاف المستقبلات التي تستشعر النبضات الكهربائيّة التي تطلقها فريسته. أما ذيله فيشبه ذيل القندس، في حين تكسو جسمه فراء كثعالب المياه. باختصار يعتبر هذا الحيوان الغريب خليطاً من أنواع حيوانيّة مألوفة، إلا أنّه رغم ذلك مصنّف ضمن الثدييات بخلاف ما جاء في المنشورات المضلّلة.

وذكور خلد الماء سامّة ولها إبر حادّة على أقدامها الخلفيّة قد تستخدمها كدفاع ضدّ الأعداء.

في المياه

تصطاد هذه الثدييات تحت الماء حيث تجذّف بقوائمها المكفوفة المتشابكة التي تشبه البطّ، وتسير مستخدمة قوائمها الخلفيّة وذيلها. وتغطي عيونها وأذنيها طبقات من الجلد لحمايتها من دخول المياه.

وتجمّع الحشرات والديدان واليرقات والمحار في منقارها مع القليل من الوحل والحصى. كلّ ذلك تخزّنه في خدودها لتمضغه عندما تصعد إلى البرّ. ولا تملك هذه الثدييات أسناناً لذلك تستخدم الحصى لتساعدها على مضغ طعامها.

على البرّ

عندما يمشي خلد الماء على الأرض يسحب قوائمه المتشابكة لتحلّ محلّها مخالب تساعده على الركض.

إناث خلد الماء تضع بيضة أو اثنتين وتدفئها بوضعها بين جسمها وذيلها. يفقس البيض في غضون عشرة أيام لتبصر النور الصغار الهشّة.

وقد فقدت هذه الثدييات الفريدة من 40 % من مواقع عيشها الطبيعية في شرق أستراليا جراء موجات الجفاف المتلاحقة واستصلاح الأراضي والتلوث وأيضاً بناء السدود التي تقطع مواطنها الطبيعية، وفق الباحثين في مركز علوم النظم البيئية في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية.

ويصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة خلد الماء على أنه من الأجناس "القريبة من الخطر".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا