هذه المشاهد تعود لفيلمٍ عرض عام 1901 وليست للملكة إليزابيث الثانية وهي ترمي الطعام نحو الفقراء

غداة وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن 96 عاماً بعد حكم دام سبعين عاماً، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهرها وهي ترمي الطعام أرضاً نحو الفقراء. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة مقتطعٌ من فيلم قصير للأخوين لوميير صوّر في فيتنام وعرض عام 1901 قبل سنوات من ولادة الملكة. 

يظهر في الفيديو سيّدتان ترميان قطعاً نحو أشخاصٍ يلتقطونها عن الأرض، وجاء في التعليق المرافق " الملكة إليزابيث... قمة الرقي عندما تطعم البشر كأنهم خراف".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2022 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار هذا المشهد غداة وفاة الملكة إليزابيث الثانية، في قصر بالمورال الاسكتلندي في عمر ناهز 96 عاماً، الخميس.

وفي ظلّ حالة الحداد في المملكة المتّحدة وموجة التعاطف حول العالم، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة منشورات تنتقد التاريخ الاستعماريّ البريطاني والحروب التي خاضتها بريطانيا في دولٍ عربيّة خلال فترة حكم الملكة.   

وكانت الملكة عند وفاتها رئيسة لـ15 مملكة من نيوزيلندا إلى جزر الباهاماس. وفي المستعمرات البريطانية السابقة التي ظلّت تابعة للتاج البريطاني، تُطلق انتقادات للماضي الاستعماري.

فيلم للأخوين لوميير

إلا أنّ الفيديو المتداول لا يمتّ بصلة إلى الملكة إليزابيث أو إلى بريطانيا. 

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى أنّه من أفلام الشقيقين أوغست (1862-1954) ولوي (1864-1948) لوميير الشهيرين اللذين عرضا الصور السينمائية المتحرّكة الأولى في العالم.

 وقد صوّر هذا الفيلم، من إخراج غابريال فاير، بين عامي 1899 و1900 في منطقة من "الهند الصينيّة الفرنسيّة" هي اليوم فيتنام، وعرض في فرنسا عام 1901 أي قبل ولادة إليزابيث الثانية بأكثر من عشرين عاماً.

 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر 2022 عن موقع catalogue-lumiere

ويظهر هذا الفيلم مشاهد حقيقيّة لسيّدتين فرنسيّتين ترميان قطعاً نقديّة لأطفالٍ من السكّان الأصليين، واستخدمت المنشورات المضللة نسخة مرمّمة من الفيلم. 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا