هذا الفيديو الذي يصوّر رجلاً يبكي طفلة لا علاقة له بغزّة بل مصوّر في سوريا قبل أكثر من عام

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعيّ مقطع فيديو يدّعي ناشروه أنّه يصوّر أباً يبكي ابنته التي قتلت في القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة. قد يكون مثل هذه المنشورات سهل التصديق نظراً للتاريخ المرير للصراع الفلسطينيّ الإسرائيلي. إلا أنّ هذا الفيديو بالذات مصوّر في محافظة إدلب السوريّة في تشرين الأوّل/أكتوبر 2021، بحسب ما أكّد مصوّره.

يبدو في الفيديو رجل يبكي وينتحب فوق ما يبدو أنّها جثّة طفل في مستشفى، وعلّق ناشرو المقطع بالقول "أب يودّع ابنته التي ارتقت بقصف في غزّة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 آب/أغسطس 2021 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار هذا الفيديو في السابع من آب/أغسطس 2022 أي بعد يومين على شنّ إسرائيل  قصفاً جوياً ومدفعياً على مواقع للجهاد الإسلامي في غزة في "ضربة استباقيّة"، متّهمةً الحركة بالتخطيط لهجوم وشيك. وردّت الحركة بإطلاق أكثر من ألف صاروخ، وفق الجيش الإسرائيلي.

وبعد ثلاثة أيام دامية، وضعت هدنة بوساطة مصرية، حدّاً لمواجهات هي الأعنف في غزة منذ الحرب التي استمرت 11 يومًا العام الماضي وألحقت دماراً هائلاً في القطاع.

Image
سيّدة فلسطينيّة تتفقّد الأضرار بينما تمشي بين الأنقاض أمام منزلها في مدينة غزّة في الثامن من آب/أغسطس 2022 بعد تثبيت الهدنة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي اثر ثلاثة أيام دامية قتل خلالها العشرات ( AFP / محمود همص)

وأفادت وزارة الصحّة في غزّة بمقتل 46 فلسطينياً في القطاع بينهم 16 طفلاً وإصابة أكثر من 360 بجروح.

فيديو من سوريا

إلا أنّ هذا المقطع لا علاقة له بالتطوّرات الأخيرة في غزّة.

فقد أظهر التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة أنّه منشور في تشرين الأول/أكتوبر 2021على حساب عبر تويتر لمصوّر سوريّ يغطي النزاع في سوريا.

وجاء في تعليق المصوّر على الفيديو أنّه مصوّر في إدلب شمال غرب سوريا.

وفي حديث لوكالة فرانس برس عبر البريد الإلكتروني قال علي حاج سليمان إنه نشر الفيديو "على حسابه عبر تويتر في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2021 وهو لرجل يودّع طفلة قتلت بالقصف على مدينة أريحا جنوب محافظة إدلب".

ويومذاك، استهدفت قوات النظام بقصف صاروخي منطقة مكتظة في مدينة أريحا في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل جهادية ومعارضة، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً، غالبيتهم مدنيون وبينهم أطفال.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا