هذه الصورة تُظهر حافلة كهربائية في تركيا وليس في سوريا

في الوقت الذي تُعاني فيه سوريا من ارتفاع الأسعار ونقص في المحروقات، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة حافلة قيل إنها حافلة كهربائية بدأت تعمل على سبيل الاختبار في شوارع دمشق. لكن هذا الادّعاء الذي يُرجّح أن يكون ظهر أولاً على سبيل الهزل، غير صحيح، والصورة لحافلة كهربائية في تركيا.

تُظهر الصورة حافلة خضراء، شبيهة بتلك المنتشرة في شوارع دمشق، مركونة بجانب عمود، يوحي بأنّه الآلة المخصصة لإعادة الشحن، في شارع غير واضح المعالم.

وجاء في التعليق المرفق "بدأت الحافلات المحليّة الكهربائية التي تعمل ببطارية الليثيوم مع الشحن السريع للغاية في اختبار القيادة في العاصمة دمشق".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من آب/أغسطس 2022 من موقع فيسبوك

تقنين طويل

وحازت المنشورات على آلاف التفاعلات، معظمها كان على نحو ساخر، في بلد يعاني من انقطاع يومي للتيار الكهربائي، يصل إلى نحو عشرين ساعة يومياً في بعض المناطق.

وقال مدير مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء هيثم ميلع الخميس لمحطّة إذاعيّة محليّة إن سبب "ازدياد عدد ساعات التقنين هو انخفاض واردات الغاز بمحطات التوليد وارتفاع درجات الحرارة".

ويأتي انتشار هذا الادعاء فيما تعيش سوريا أزمات معيشيّة متتالية تتمثّل بارتفاع الأسعار ونقص المحروقات، إضافة إلى انقطاع الكهرباء.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، مُني قطاع النفط والغاز بخسائر كبرى تقدّر بنحو 91,5 مليار دولار جرّاء المعارك وتراجع الإنتاج مع فقدان الحكومة السيطرة على حقول كبرى فضلاً عن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدول الغربية. 

حافلات كهربائية في سوريا؟

لكن الصورة المتداولة ليست من سوريا، ولا يوجد في البلاد أي مشروع لحافلات كهربائية تعمل على البطارية، ولم تعلن السلطات عن أي إجراء مماثل، كما أن أيّاً من هذه الحافلات المزعومة أو مواقع شحنها لم تُشاهد في العاصمة السوريّة وفقاً لصحافيي فرانس برس في دمشق.

إضافة إلى ذلك، نفى مدير النقل الداخلي في دمشق موريس حدّاد ما تردّد على مواقع التواصل. وقال لمواقع محليّة "التجربة طبقت في مناطق تركية وليس في سوريا".

وأَضاف " تطبيق مثل هذه المشاريع يحتاج إلى بنية تحتية مناسبة إضافة إلى محطات توليد كهربائية شمسية. لذلك من الممكن أن يتم تنفيذها في المستقبل".

حقيقة الصورة

وبالفعل، يُظهر التدقيق في الصورة المتداولة وجود كتابة على الحافلة باللغة التركيّة، وتشير إلى بلدية سامسون الواقعة في شمال تركيا.

وأظهر التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث أنها منشورة في مواقع تركية عدة قبل أيام، على أنها واحدة من حافلات كهربائية تعمل على البطارية وتستخدم لأول مرة في تركيا.

ونشر موقع محلّي يُعنى بأخبار منطقة سامسون صوراً إضافية للحافلة التي قال إنها في طور التجريب.

Image

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا